الى وزير الاتصالات: شَرِّج!
لم أتردّد مراراً في إبداء الإعجاب ببعض وزراء الحكومة
الحاليّة. وزير الداخليّة يجمع بين الحزم والإنسانيّة، والكفّ نظيف. وزير
الصحة يستحقّ الاحترام. وزير الخارجيّة مترفّع. وزير السياحة والشؤون
الاجتماعيّة يعمل بكدّ. واللائحة تطول، بأمانة.
في المقابل، يبدو بعض الوزراء أشبه بمستوى موظفين دخلاء على الإدارة. هنا لائحة أخرى يتصدّرها وزير الاتصالات طلال حواط.
من يعرف الوزير جيّداً تفاجأ عند تعيينه في منصبه. قال كثيرون إنّ
الرجل لا يملك خبرةً ولا قدرةً، ولا حول ولا… ومن تعرّفوا إليه في
الوزارة ضرب بعضهم بكفّه على جبينه، والحركة معبّرة.
وزيرٌ لم يهتمّ إلا بالتجوّل بسيّارات تعود ملكيّتها الى الوزارة،
وزاد عليها سيّارة استعارها من “أوجيرو”. والرجل لم يحقّق، حتى الآن، أيّ
إنجازٍ يُذكر، ولا وضع يده على ملفّ فسادٍ واحد، ولا سعى الى وقف هدر.
والهدر في الوزارة معروف الموقع. يكفي أن يعود الى مقابلة سلفه محمد شقير
في برنامج “صار الوقت”.
لم يكتفِ حواط بإبراز عجزه، وقد بات ذلك موضع شكوى من معنيّين كثيرين،
بل اختار في الأمس، عبر بيانٍ يُضاف الى سجل بيانات وزارته المزدحمة
بالأخطاء اللغويّة والبنيويّة، أن يظهر قصر نظره.
فرح الرجل لحكمٍ قضائيّ غير نهائيّ، وأظهر نفسه منتصراً. حبّذا، مثلاً، لو يفتّش حواط في ملفات الوزارة ليتمكّن من استعادة أموالٍ منهوبة ومهدورة. حبّذا لو يخرج علينا ببيانٍ مفهوم. حبّذا لو يُسمعنا صوته. جملة مفيدة كاملة. تغريدة مفهومة. أيّ شيء يذكّرنا بوجوده. أيّ شيء يقول “طلال حواط مرّ من هنا”. لذا، نصيحتنا الى الوزير أن يتمثّل ببعض زملائه. أن ينتج، فنقدّره. أن ينصف، فنحترمه. أن يطوّر القطاع، فنشيد به. أن يوقف الهدر والفساد، فنصفّق له. أما إذا استمرّ على ما هو عليه، فنقول له “شَرِّج”. ينتظرك منّا المزيد.
داني حداد – mtv