بقلم : نقولا أبو فيصل
على ما يبدو فأن فرص الحياة كثيرة وهي بعدد الأيام والساعات واللحظات ،وهي تزداد كلما اجتهدنا وتقل كلما توقفنا، والوقت الحاضر هو الأثمن في صناعة الفرص فلا يقلقنا مستقبل ولا يحزننا ماضِ ، فالحاضر هو السبيل للخروج من عقدة إنتظار الفرص إلى صناعتها.
وأحيانًا قد يعمد البعض الى عدم التمييز بين الفرصة والصدفة.
فالاولى يمكن التخطيط لها وصناعتها، أما الثانية فيمكن استغلالها فقط .
والفرصة تحدث بعلمك أما الصدفة فقد تفاجئك.وفي الحالين عليك أن تستعد للفرصة والصدفة ،فالاستعداد نصف النجاح.
وهكذا فإن الفرق بين الفرصة والصدفة كبير.. فبينما يقضى البعض عُمره في انتظار صدفة قد لا تأتي، فإن البعض الآخر يقرر أن يصنع الفرصة بنفسه وهذا ما حدث معي بالظبط في أواخر الثمانينات ،ولا أفشي سرا إن اخبركم به لسقوطه بمرور الزمن وعدم الفائدة من الاحتفاظ به .
إن الحاضر هو أهم وقت في صناعة الفرص المستقبلية، ففيه يتم رفع الكفاءة والجهوزية وكسب المهارات المختلفة، كل ذلك لغاية أبعد من الحاضر ،ومن لا يمتلك هذه الرؤية
ولا يتحفّز للفرص التي في عالم الغيب سيتعب وعلى الأغلب سيبقى متأخراً عن رفاقه أصحاب هذه الرؤية، فإذا أتت الفرصة فإن فاقد تلك الرؤية اذ لم يكن جاهزاً فسيقف مكتوف الأيدي وسيحاول عبثاً وربما لا يسعفه الوقت.
وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكركم بإكتشافات هي من محاسن الصدف في الحياة:
جلس أمام إناء يغلي على النار، وقادته الصدفة إلى مشاهدة حركة الغطاء؛
فاكتشف قوة البخار، وبقوة الصدفة عرفنا اسم الرجل؛ إنه جيمس وات (1736 –
1819)، ومن قبله اقتادت الصدفة أحدهم ليكتشف قانون الطفو، وليصرخ بأعلى
صوته: “وجدتها! وجدتها!”، ويسطّر التاريخ اسم أرشميدس.
إن صدفةً ما خلدت اسم إسحاق نيوتن، ومثلها طبعت اسم جيمس وات في سجل الخالدين بعد سنوات من العمل والمثابرة .
اخيرا وحسب رأيي لا يوجد شيء اسمه فرص ضائعة وأن فرص الإنسان هي التي اغتنمها، وأما تلك التي فاتته ما كانت مقدرة له أصلاً،
” وما أخطأك لم يكن ليصيبك”
ولأننا نفوس بشرية يعترينا الضعف ولا محالة سنشعر بالأسى والندم على فرص ضائعة لم تكن لنا في الاساس .
خلاصة فإن الصدفة وفِي تشبيه سهل فهي تأتي لمن يحرث الأرض ويبذرها ويسقيها، ثم يتعهدها بالعناية والرعاية دونما يأس ومن المؤكد أن الفرص لا تطرق أبواب الكسالى والنائمين، وأشكر الله أنني لست مولودا كسولا.
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع ومدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية