
غزةُ، من تعاتبين!!! بقلم الشاعر العربي الكبير عمر شبلي

غزةُ، من تعاتبين!!!
30/5/2025
أغزَّةُ تركضينَ لأيِّ خبزٍ
ويُعجَنُ بالرصاصِ وبالحديدِ
أغزّةُ أينَ آلافُ الأضاحي
وأين غيومُ هارونَ الرشيدِ
تمرّ بكِ الغيومُ، وأنتِ ظمأى
ويبقى الماءُ أبعدَ من بعيدِ
ونحن أمامَ ما تبغينَ منّا
بلا شرفٍ ونُوغِلُ في الصدودِ
سئمْنا عَيْشَ أهلِ الكهفِ فينا
ولا كلبٌ على باب الوصيدِ
لقد ماتوا مئاتٍ في مئاتٍ
وقاموا وانتهى زمنُ الرقودِ
نباحُ الكلبِ أيقظهمْ، ولكنْ
نُباحُ كلابنا صوتُ البريدِ
ويكثرُ موتُنا ويقولُ ضعفٌ
لمن عبثوا بنا هل من مزيد
فإنَّ الموتَ لا يُعنى كثيراً
بمن عاشوا لتعدادِ اللحود
سلاماً غزّةَ الشهداءِ إنّا
أمامَكِ ننحني حتى السجودِ
وحقُّ ثَراكِ أن نمشي حُفاةً
لإنّ ثراكِ من جسدِ الشهيدِ
سماؤكِ لم يَعُدْ فيها نجومٌ
لقد صارتْ سماءً من حديدِ
وأرضُكِ قاومتْ ناراً بنارٍ
أوهل نارٌ تَشُبُّ بلا وَقودِ
ومن يخترْ قَبولَ الموتِ يدركْ
لماذا مُؤْتةٌ وابنُ الوليدِ
وللأبطال عصرٌ حين تبدو
طريقةُ موتهمْ بدءَ الوجودِ
فَحُبَّ تكنْ بها بطلاً، وهذي
صفاتُ الطامحين إلى الخلودِ
أغزَّةُ، عَلِّمينا الموتَ حتّى
تعودُ لنا المروءةُ من جديد