الضابط “الفَلتة” مديراً لمخابرات الجيش
كتب داني حداد في موقع mtv:
تسأل الضبّاط، الذين عرفوه عن قرب، فتصغي الى عباراتٍ وصفاتٍ تتشابه. تسأل مسؤولين كباراً تولّوا مواقع بارزة، وكان قريباً منهم بحكم موقعه العسكري، فتسمع العبارات والصفات نفسها. كثيرون وجدوا أنّ تعيين العميد الركن طوني قهوجي مديراً للمخابرات إنصاف لضابط أعطى المؤسّسة العسكريّة ولبنان الكثير، ولكنّ إنجازاته بقيت في العتمة، أو تباهى بها آخرون، سياسيّين وعسكريّين.
درس طوني قهوجي هندسة الاتصالات، قبل أن ينتسب الى الجيش في العام 1990، فارتدته البزّة العسكريّة أكثر ممّا ارتداها. وعزّز لاحقاً الشهادة الأولى بأخرى في العلوم السياسيّة، وهو اختصاص ضاعف من ثقافته السياسيّة من دون أن يجعله يعلّق بزّته العسكريّة على حبال غسيل السياسة اللبنانيّة، الوسخ غالباً. ظلّ عسكريّاً، في الرجولة والانضباط، ولو أنّ بعض أصدقائه يروون الكثير عن شخصيّته المرحة.ويملك قهوجي سجلّاً حافلاً في مجال مكافحة الإرهاب، خصوصاً منذ ترؤسه الفرع الفنّي في الجيش حيث برع في تعقّب شبكات إرهابيّة وفي تحليل داتا الاتصالات، كما في عمليّة ضبط الحدود. ونسمع عنه إشادات من أكثر من وزير دفاع، ومن ضبّاط خدموا معه، منذ كان في سلاح الإشارة، رؤساء ومرؤوسين.ويروي شخصٌ تابع مرحلةً من مسيرة قهوجي العسكريّة أنّه تعرّض للظلم حين استُهدف من سياسيّين، وكان هناك من حاول توريطه في قضيّة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث خضع للتحقيق الدولي، وتبيّن عدم وجود أيّ صلة له بالقضيّة.وحين تسأل عن قهوجي، تسمع كلمات وعبارات مثل “الوفي” و”الآدمي” و”غير المنحاز إلا للجيش”، لكنّ اللافت الصفة التي ألصقها به أحد معارفه، عن قرب، وهي “الفَلتة”. ويشرح: “حقّق قهوجي الكثير من الإنجازات من دون إمكانيّات. لو كان، بكفاءته، ضابطاً في شعبة المعلومات لحقّق العجائب إذ أنّه من أبرع الضبّاط في المجال الاستخباراتي”.
لم يأتِ العميد الركن طوني قهوجي الى رأس مديريّة المخابرات من باب السياسة. يُظلم حين يصوَّب عليه كمحسوبٍ على التيّار الوطني الحر. موقعه يستدعي “بركةً” سياسيّة حظي بها، كاسراً الرغبة بالتمديد للمدير الحالي. بعض المتحمّسين لتعيينه يراهن على أنّ بإمكان الرجل أن يحقّق نقلةً نوعيّة في جهازٍ سُرق بعض دوره في مرحلة ما بعد الـ ٢٠٠٥.