فيتامين C أو D: “مفقود” كأنّك تبحث عن مخدّرات!
كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
منذ بداية “جائحة كورونا” كانت مقويات المناعة التي ينصح بها الأطباء الناس لعلها تفلح بحمايتهم من هذا الفيروس اللعين، هي أقراص فيتامين D او C بكافة الانواع، والتي تحولت بعد أن علم حيتان السوق السوداء وتجار الأزمات برواجها الشديد والإقبال عليها إلى سلعة نادرة الوجود يتم تداولها سراً وبعد توصيات شديدة وبكميات محدودة كما لو كانت مخدرات لا سمح الله.
وكم هي مؤلمة تلك الإبتسامة المندهشة على وجه أي صيدلي عندما تتجرأ وتسأله عن اي دواء يخص فيروس “كورونا”، كما لو كانت إجابة واحدة يمنع نفسه من باب الذوق أن يتلفظ بها، بما معناه أنه سؤال ساذج لا يستلزم إجابة.
والغريب أنه بمقابل ذلك زادت بل استفحلت حالات القسوة والجشع وموت الضمائر.
ان نقص المعروض في الصيدليات وزيادة معدلات الإقبال الكبيرة من المواطنين أديا إلى خلق سوق سوداء.
وسادت حالة من القلق والذعر في الشارع اللبناني، وقام بعض المواطنين بشراء احتياجاتهم بكميات كبيرة، وهو ما أدى الى نقص في بعض المستلزمات الطبية والأدوية المضادة للفيروس.
حتى لا يصاب المواطنون بالهلع كما يحدث الآن، فيقومون بتخزين المنتجات بشكل مبالغ فيه وشراء أكثر مما يحتاجونه .
المطلوب اليوم وبأسرع ما يمكن، عقاب كل من يستغل احتياج الشارع ويقوم برفع سعره وأن تقوم الوزارات المعنية من الصحة والاقتصاد والداخلية، بشن حملات على الصيدليات والمحال في حال ثبوت، عملية تخزين للمنتح، او بيعه بغير سعره الطبيعي، وتخصيص رقم من قبل حماية المستهلك، كخطوة تحمي المواطنين ولكن لابد من استكمالها بحملات تفتيشية مكثفة . والبحث عن المستودعات المخفية غير المصرح عنها، والمخزنة لاطنان من الادوية، بإنتظار رفع الدعم وبيعها بأسعار خيالية، في ضرب تجاري آخر يقوم به هؤلاء السفاحون في الازمات، والتي لم يعتد عليها اللبناني في تاريخه.
أخبارنا اليومية صارت تدور في فلك كورونا، وتحمل في طياتها الاهتمام والإنزعاج في آن، ولم يعد هناك من هو بمنأى عن الخطر أو بعيدٍ عن دائرة الإصابة، يوماً بعد يوم تضيق دائرة التعرض للإصابة حولنا جميعاً، فغالباً ما يصدم كل منا بأقرب الأقربين من الأهل و الأصدقاء ما بين مريض أو متوفٍ، فما كنا نحسبه بعيداً بات أقرب مما نتصور .