جريمة جديدة في سد بقعاتة كنعان… أوعية باطونية نهبت الخزينة ولم تخزن نقطة مياه
ليس تجنياً فضح سياسة السدود الفاشلة ومن يقف خلفها من مرتكبين بطبيعة لبنان وخزينة دولته، فقد يكون مفهوما ان يفشل أحد السدود لأسباب تقنية أو طبيعية، ولكن ليس من المنطقي أن تكون كل السدود التي أنشأتها وزارة الطاقة فاشلة ولم تنجح بتجميع نقطة مياه واحدة، لا بل شوّهت وهدرت الملايين ومن دون أية نتيجة، وجديدها وقائع جريمة السد في وادي بقعاتة كنعان.
وعنها يقول الخبير الهيدروجيولوجي د. سمير زعاطيطي: “كان واديا للحياة تغطيه أشجار الصنوبر تمر به ساقية مياه وتحتها مغاور يعشش بها الحمام. قطعوا شجر الصنوبر الذي كانت جذوره الضاربة في عمق الطبقة الرملية الصلصالية الهشة تحمي البلدة وتمنع إنزلاقات التربة الصلصالية المبللة بالأمطار بفصل الشتاء. وتركوا البلدة مكشوفة التربة بلا حماية تزحل كل سنة بإتجاه فجوة السد الإصطناعية التي طحنوا صخرها وشفطوا رملها وباعوه”.
وأضاف “بنوا حيطان دعم، أضافوها على الأشغال، جدارات رقيقة بقليل من الحديد والإسمنت لا تستطيع وقف زحف جبل كفرتيه الترابي الصلصالي. ساقية وادي كفرتيه ردموها وردموا الفراغات التي خلفها الكسر الضارب بأرض السد صعودا نحو جبل صنين عبر فراغات ومغاور ممتدة على طول مجرى الساقية”.
وقال: “لم ينفع الردم في سد الفراغات تحت السد، لذا عدلوا الأشغال وزادوا عليها التغليف بالزفت الصناعي. كل هذه الأشغال وهدر الأموال لسد بقعاتة كنعان ولا يوجد مصدر ماء لتعبئة السد، لا نبع لا نهر ولا حتى الساقية لتعبئته في حال تم ترقيع قاعدته وتم عزلها”.
واعتبر زعاطيطي ان “سد بقعاتة كنعان جريمة بكل معنى الكلمة بحق المنطقة وأهلها وبيوتها وشجرها، جريمة بحق العلم والفهم الضروري لثروتنا المائية. قتلوا الحياة في الوادي، خنقوا الأرض بإسمنتهم وزفتهم، أوقفوا مجرى المياه الشريان المائي الوحيد الموجود في هذه المنطقة العالية، بحجة تخزين مياه سطحية غير موجودة في وعاء باطوني زفتي مشقق معرض سنويا للإنزلاقات”.
وسأل: “ألم يحن الوقت لمحاسبة مجرمي سياسة السدود المالية، أوعية باطونية مشققة شوهت الطبيعة اللبنانية نهبت أموال الخزينة، ولم تخزن أية نقطة من المياه؟”.
ونشر زعاطيطي صورا ومستندات للجريمة التي لا زالت ترتكب بوادي بقعاتة كنعان.
الأنباء