الذكرى 16 لاغتيال رفيق الحريري: كلمة متلفزة ضد “العهد”
غداً، 14 شباط 2021، ذكرى مرور 16 عاماً على اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويحتّم الظرف الصحي على زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، الاكتفاء بكلمة في هذه المناسبة من دون أي مهرجان سياسي ومن دون حتى فتح أبواب مقرّه في وسط بيروت أمام أنصار التيار. حتى أّنه يمكن القول إنّ الظرف الصحي أنقذه من المشهد الجماهيري والتنظيمي، لتنحصر الذكرى بموقف سياسي واضح، يؤكد المؤكّد على صعيد توتّر العلاقة مع العهد وانتفاء بوادر تشكيل الحكومة العتيدة.
وفي هذا الإطار، تشير مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ”المدن” إلى أنّ “موقف الحريري غداً لن يكون جديداً، في إعادة التأكيد على أنّ تشكيل الحكومة بهمّة رئيس الجمهورية”. أما السياق فيندرج أيضاً في مسيرة التعطيل الطويلة التي انتهجها عون وحلفاؤه منذ زمن. فيطلّ الحريري، عند الرابعة من بعد ظهر غد الأحد، في كلمة متلفزة موجّهة إلى اللبنانيين، وحوله عدد من القياديين فقط.
هجوم على عون
ومن الأجواء الصادرة عن محيط الرئيس الحريري، ما قاله اليوم نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش الذي أشار إلى أنه “بانتظار كلمة الرئيس الحريري غداً، أصبح من واجبه أن يعلن إلى اللبنانيين ما هي الاسباب الحقيقية وراء هذا التخبط والتي تؤخر انشاء الحكومة وما هو مستجد على الصعيد الدولي”. وشدّد علوش على أنّ “مسؤولية دمار الجمهورية اللبنانية تقع على رئيس الجمهورية. فمن دون دعم دولي، لبنان ذاهب الى التفكك. ومسؤولية تفكك لبنان الكبير الذي انشأه البطريرك الحويك هي عند عون”. وحول زيارة الحريري لباريس، أكد علوش أنّ “اللقاء مع الرئيس ماكرون أكد على الثوابت الفرنسية بقرار مساعدة لبنان، كما تمّ الكلام ايضاً عن إمكانية إخراج الحكومة من أسرها برئاسة الجمهورية من خلال الخيارات المطروحة، فكان التفاهم أن أي حكومة غير مستقلّة لن تتمكّن من إحداث فرق على طريق المجتمع الدولي”. وقال علوش إنّ “حزب الله يترك سواد الوجه للآخرين ويقف متفرجاً”، مضيفاً: “الواقع هو أن إيران في مرحلة انتظار ماذا سيحلّ مع الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة الأميركية”.
ذكرى الحريري
وفي ذكرى جريمة 14 شباط، زار اليوم الرئيس فؤاد السنيورة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لتلاوة سورة الفاتحة عن روحه وبقية الشهداء الأبرار، الذين سقطوا معه جراء التفجير المجرم. في حين قال رئيس الجمهورية السابق، ميشال سليمان، إنّ هذا الاغتيال “شكّل إشارة الإنطلاق لإغتيال لبنان الرسالة والهوية الثقافية والحضارية، دماء شهدائنا الطاهرة أمانة في أعناق أبنائنا وأحفادنا. وهم، بما تشرّبوا من وطنية وشجاعة، لن يفرّطوا بها ولن يسمحوا بتغيير هويّة لبنان”. كما غرّد وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال، طلال حواط، قائلاً إنّ “العظماء تكتب أسماؤهم في سجلات الخلود بحبر من ذهب، وتتشرف الأيام والسنون بحمل ذكراهم إلى الأبد”.
شهيد لبنان
أما الوزير السابق وائل بو فاعور، فقال: “تعرّفت إلى الشهيد رفيق الحريري شهيداً لاستقلال لبنان يوم تحلق دعاة الاستقلال عن الهيمنة السورية حول ضريحه في وسط بيروت يضيئون الشموع ويضيئون درب لبنان المستقل، يقودهم وليد جنبلاط موفياً نذره لصديقه رفيق الحريري ولوالده المعلم كمال جنبلاط”. أما المطران بولس مطر، فاعتبر “أننا اليوم أمام حاجة مستجدة لإنقاذ لبنان، كم نود أن يلهمنا الرئيس الشهيد الراحل من إيمانه ومن محبته ونضحي بكل مصلحة خاصة، مقدّسين مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين “. وختم: “كم نرجو أن تدفعنا محبة الرئيس الشهيد الى هذا الموقف المنتظر على أحر من الجمر”.
نازك وبهاء الحريري
كما صدر عن السيدة نازك الحريري بيان قالت فيه “تعود الذكرى محملة بالشوق والحنين لرفيق العمر ورفيق الوطن. إلى رجل الدولة الإستثنائي، والإنسان المقدام، المبادر، المثابر، والملتزم في جميع مسؤولياته الوطنية والسياسية والاقتصادية والإنسانية والصحية، ليضيف رؤيته المستشرفة ويكتب بيده البيضاء على صفحة متجددة من تاريخ لبنان، عنوانها الأمل بغد أفضل”. وكان بهاء الحريري قد نشر مقالة مؤيدة لـ”الشباب اللبناني الذي قد التظاهرات والاحتجاجات العام الماضي”، وقال فيها أيضاً: “أريد ان اقطع عهداً للشعب اللبناني. أريد ان أقوم بدوري كرجل أعمال لدعم جهود الآخرين الذين يعملون بجد لإحداث تغيير حقيقي ومستدام وايجابي للبنان”.