هل يتدخّل “حزب الله” عسكريّاً في معركة غزة؟
فيما دخلت البلاد سياسيا دائرة الجمود، بقي الملف المعيشي يحاصر المواطنين بتداعياته التي باتت تنذر بانفجار قريب نتيجة جشع التجار والمافيات المتحكمة بمفاصله بدءا من الرغيف المتدحرج السعر ارتفاعا في كل يوم مرورا بالتلاعب بعمليات العرض والطلب لسائر المواد الغذائية الاخرى من سكر وارز وصولا الى اللحوم التي باتت حكرا على الميسورين، هذا عدا عن المحروقات والدواء والمستشفيات والمدارس الخاصة التي يصح فيها القول “حدث ولا حرج” من حيث تحكمها برقاب الناس وحياتهم من غير رحمة ولا شفقة ما دفع المواطن الى الكفر بكل ما هو لبناني والتطلع الى الهجرة وترك البلاد للذين امعنوا فيها فسادا وخرابا منذ عشرات السنين.
وليس بعيدا، عن هذه الصورة السوداوية وليزيد الطين بلة قفز الى الواجهة الوضع العسكري من الزاوية الجنوبية والخوف من تمدد ما يجري في فلسطين وترتكبه اسرائيل من مجازر في غزة بحق الشعب والارض الى لبنان، سيما وان حزب الله اعلن منذ ايام التعبئة العامة في صفوفه واستدعى مقاتليه وذلك في أعقاب التدريبات والمناورات التي نفذها جيش العدو لعناصره منذ ايام التي تحاكي قتالا أو معركة افتراضية مع الحزب في الجنوب ولبنان.
الا أن مصادر قريبة من الحزب قالت لـ “المركزية” في هذا الاطار أن (المقاومة الاسلامية في لبنان) الجناح العسكري لحزب الله ترى في تقييمها لما يجري راهنا في فلسطين المحتلة أنه لا يستوجب التدخل لان ميزان القتال هناك هو لصالح الشعب المقاوم ومقاومته للمحتل الغاصب للارض والحقوق. وان الحزب اذا ما اراد الدخول في معركة مع العدو الاسرئيلي يفضل أن يحدد هو مسارها وتوقيتها لا ان يكون مدفوعا اليها عاطفيا أو مستدرجا اليها من قبل تل ابيب.