بين صوت السيدة فيروز وصوت الناخب اللبناني
كتب نقولا أبو فيصل*
صوت فيروز هو هذا التكامل السحري بين الصوت والكلمة واللحن، والذي يصعب ان يتكرر ، هكذا تتكامل الاجيال ، ولعل اجمل وصف لصوتها كان للكاتب انسي الحاج حين كتب “صوت فيروز هو انتقامي من كذبة الحياة كلها”
غالبية مطربي الوطن العربي غنوا وتغنوا بحكام وملوك العرب أما السيدة فيروز فقد غنت وتغنت بالاوطان فقط وليس بالحكام ، كثيرات هن مطربات هذا الزمن الرديء اللواتي غطت الموسيقى نشاز أصواتهن بينما إذا غنّت فيروز سكتت الموسيقى حتى لا تخدش آلاتها صوتها .
الى كل لبناني “متنمر” على الصورة الاخيرة للسيدة فيروز وشعرها.. اسأله هل تعلم ان صوت فيروز أعطى حياة للبنان والعالم وان صوتك حينما وضعته في صندوق الإنتخابات وصلت واوصلتنا به الى جهنم ….”بين فيروز الله يرحمها عايشة وبين الله يطول في عمرها ميتة وبين على أساس ريما ريما الحندقة شعرها اشقر ومنقا ؟ وبين هلق عرفت ليش ضاع شادي يكون جحش اذا بيرجع على لبنان” هزلت التعليقات وسقط المعلقون في مزبلة التاريخ امام وقار ايقونة ارثوذكسية اسمها نهاد حداد “فيروز “
في لبنان سقطت الدولة عندما تحكم السارقون بالاقتصاد ، وعندما تحكم زعماء الحرب بمصير أبنائه وهم الذين بدلوا ملابسهم وليس عقليتهم بكسب الغنائم في الحرب والسلم ،كلها اسباب وصولنا الى الهاوية او جهنم .. ويبقى الرهان على صوت الناخب في تغيير المعادلة وبضمير وعقل ان وجد ،كما ان الوعي الاتخابي سوف يكون الرهان على تغيير تلك الوجوه التي لم تجلب الخير للبلاد والعباد ، وكما انه لا يجب التعرض لصوت الناخب اللبناني فلا يجوز التعرض ايضا لكرامته ، لأن من يهينه وتحت اي مبرر او تسمية كانت، لا يستحق أن يمثله؟ وأكثرهم جماعة المجتمع المدني الذين يعتقدون أنهم المصطفون من بين المرشحين وعلى أكتافهم أجنحة ، وهم يذكرونني بالطالب الفاشل الذي يلوم الأستاذ على رسوبه.
اخيرا ارى ان وقف الدعم بالتلازم مع اقرار البطاقة التمويلية التي يدرسها النواب ببطء شديد الى حين اقتراب موعد الانتخابات حتى يستفيدوا منها لشراء صوت الناخب هو مضيعة للوقت ولتتفضل وزارة الاقتصاد باستدراج عروض لشراء السلع الرئيسية من الحبوب والزيوت من خلال الملحقين الاقتصاديين في دول انتشارهم وتزويد الاسواق اللبنانية بها من خلال مكتب الحبوب والشمندر السكري ،كما نرى ضرورة الاهتمام بصوت الناخب المغترب في تغيير مصير الشعب المقيم ، ووضع الوطن في الاتجاه الصحيح ،
لانه وبكل صراحة فان بعض الناخبين اللبنانيين المقيمين صار يستهويهم المرشح الحكواتي أكثر بكثير من المرشح المقاتل وصاحب البرامج الاصلاحية ، وأكبر دليل على ذلك هو ظهور احزاب جديدة واستدراجها للحكواتيين وظهورهم بمؤثرات صوت وصورة ليس إلا.
ويبقى بعض الاسئلة من هي الجهة التي سوف تراقب الانتخابات؟ هل يسمح ان تتولاها مؤسسات دولية ، واذا الجواب نعم ، هل جميع القوى النافذة والمال الانتخابي السخي من السفارات والعمارات سوف تسمح لهذه الجهات الدولية بمراقبة الانتخابات في مناطق نفوذها ؟ وكم كمية التزوير التي ستحصل؟
وكم سيكون سعر صوت الناخب أهو على اللبناني أو الدولار أو من ودائع الناس ؟ وقبل ان تصبحوا على وطن لنذهب ونناقش بهدوء اللامركزية الموسعة بكل تفاصيلها قبل فوات الاوان والترحيب بكم في دولة الامارات اللبنانية الفقيرة “
والحب يبقى لصوتك فيروز .
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية.