كتب نقولا أبو فيصل “الالبسة والاحذية الرياضيةadidas and Puma”
في العام 1920 بدأ ادولف داسلر صناعة الأحذية وبيعها ، وفي العام 1923 انضم إليه شقيقه رودولف وأسسا شركة “الأخوين داسلر لصناعة الأحذية” والتي اتخذت من بيت العائلة مركزاً لها. والدهما كان عاملاً في مصنع للنسيج ووالدتهما كانت تغسل الملابس في بيوت الأثرياء، وفي فترة قصيرة ذاع صيت عائلة داسلر في صناعة الأحذية الرياضية تحت اسم “أديداس” وهو اختصارٌ لاسم أدولف «أدي» ودمجه مع مطلع اسم العائلة دسلر ، وخلال الحرب العالمية الثانية أضطر رودولف للذهاب إلى الحرب ، في حين استُثنيَ ادولف من الخدمة، واعتقل رودولف بعد انتهاء الحرب لمدة سنة في السجون الاميركية ليعود بعدها الى المانيا ويجد شقيقه الاكبر قد هَيمن على الشركة والبيت وربما على زوجته كما ظهر في الفيلم السينمائي ، كذلك ظهر في الفيلم دور الزوجات أيضاً في تأجيج النزاع بين الاخوة
وقصة الصراع بين الاخوة حولتها السينما الألمانية إلى فيلم يحكي تفاصيل النزاع الأزلي بين شركتين غزتا العالم في صناعة الملابس والاحذية الرياضية ، وقد حصل الانفصال بين الأخوين في العام 1948، فاحتفظ أدي بشركة “أديداس” وأسس رودي شركة “بوما”وتعني القوة والذكاء ، وتتخذ الشركتان من المدينة الصغيرة مقراً لكل منها حتى اليوم ، كما تقاسم الشريكان العمال فذهب 47 عاملاً طوعًا مع أديداس، وانضم 13 عاملاً وعدد من الباعة إلى بوما ، والتقاسم انتقل الى أسواق المنطقة بينهما كما يفعل اليوم الأخوان «البريشت» مالكا أسواق آلدي الشهيرة، اللذان يقتسمان ألمانيا بين منطقتي سوق شمال وجنوب ألمانيا.
وتوسع الانشقاق ليشمل أبناء المدينة التي يسكنها 20 ألفًا، وانقسم السكان بين «أديداسي» و«بوماني»، كما ينقسم الجمهور اليوم بين (ريال مدريد وبرشلونة). أصبح للفريقين مطاعمهما ومقاهيما ومخابزهما الخاصة، بل وصار الأطفال يذهبون إلى المدارس في حافلات أديداسية وأخرى بومانية ، وكسب سكان مدينة هيرتزوغنراوخ عن جدارة لقب “الذين ينظرون إلى الأسفل” في ألمانيا، بمعنى أنهم دائما ينظرون إلى الأسفل كي يعرفوا أي نوع حذاء يلبس الشخص المقابل ، مات رودي في العام 1974 ودفن في مقبرة المدينة، وحين مات أودي في في العام -1978 أوصى بدفنه أبعد ما يكون عن قبر أخيه.
بحث نقولا ابو فيصل
”من كتاب “نجاحات وابتكارات من العالم