حدد الصفحة

بين الهجرة الطوعية والهجرة القسرية …

بين الهجرة الطوعية والهجرة القسرية …

نقولا أبو فيصل *

بين الغربة والاغتراب فرق ، وبين الغربة والتغرب افتراق رؤى وآراء، وبين الهجرة الطوعية والهجرة القسرية مفارقة كبرى .فلا يسألنّ أحد عن الفروقات بينها ،لانني لا لست بوارد مساجلتها أو السجال حولها، فلم ولن اجربها بإذن الله . ورغم الهجرة القسرية والطوعية من لبنان عبر التاريخ إلى بلاد تحترم الإنسان وتجعله يحمل جنسيتها ، ظل اللبنانيون يشعرون بالانتماء الى لبنان الوطن ، أكثر من مهاجرين كثر من بلدان اخرى . وظلوا يتفاعلون مع قضيته بكل الأشكال ولم ينسوا جذورهم.

وتعد ⁧‫الهجرة‬⁩ ملازمة للحياة البشرية منذ ظهور الإنسان ، وبعض الهجرات الطوعية والقسرية غَيّرت مسار التاريخ، فالهجرة القسرية مرادفة لتسمية ⁧‫اللجوء‬⁩ أو ⁧‫النزوح‬⁩ التي تترك أثرها الاجتماعي والديموغرافي والسياسي ، وعلى ما يبدو فإن الهجرة الطوعية باتت هي الخلاص الوحيد لمن اصبح غريبًا في بلاده، لاتقاء شر الجهل المتعمد في إدارة الملفات الخدماتية للمواطنين اللبنانيين ، مع سبق الإصرار والتصميم ، ولكن ماذا عن أثرها الاقتصادي؟

ترتبط ⁧‫الهجرة‬⁩ بآثار اقتصادية على عدة مستويات، فهي تترك آثارها على الدول التي يرحل عنها الناس والدول المستضيفة لهم ، وعلى المهاجرين أنفسهم، وهو ما يمكن تسميته اصطلاحا :اقتصاد_الهجرة‬⁩ ، وبغض النظر عن كونها طوعية أو قسرية، فردية أو جماعية ، فإن أثرها الاقتصادي كبير ، وفيما يتعلق بآثارها على الدول التي فقدت مهاجرين ، فهي تسبب تراجع بعض المؤشرات الاقتصادية ، كتراجع الناتج المحلي الإجمالي، وتراجع الإنتاجية ، لا سيما في الهجرة الطوعية ، كون العمالة هي الأكثر طلبا للهجرة، كما تسبِّب نقصًا في اليد العاملة لاصحاب الخبرة وتراجعا في أداء بعض القطاعات الإنتاجية.

وبالطبع انا لا اتحدث عن التهجير ولا عن اللجوء ، وإن شملهما وصف الهجرة التي يمكن ان تكون طوعية ذاتية لتحقيق أغراض متنوعة، اولها موضوعية ليس للإنسان دخل فيها، فيُساق رغمًا عن أنفه من بلده إلى بلد آخر، وفي معظم الأحيان يجرد من ممتلكاته المنقولة وغير المنقولة فيغدو ذليلا بعد عز وفقيرا بعد غنى. وثانيها فهي وإن بدت طوعية ذاتية ولكنَّ الإرغام فيها ركن قائم، حيث تدفع الظروف القهرية القائمة في البلد بالإنسان إلى الهجرة القسرية ، كما يحصل عندنا في لبنان بحثا عن بلد آمن يأويه، ويدفع عنه بلاء وغباء حكامه، وهو ما يعبر عنه باللجوء وفي كثير من الأحيان يخرج الإنسان من بلده خائفا مثلما خرج النبي موسى وهو يلتفت خلفه من بطش فرعون مصر وجماعته ، وكم هم كثر فراعنة لبنان في ايامنا !

*كاتب

المنظر لحالو بيحكي! مطعم و كافيه قدموس كاسكادا مول تعنايل للحجز 81115115 ‏ Our Online Menu: https://menu.omegasoftware.ca/cadmus Website: www.cadmus-lb.com #Restaurant #Cafe #Lakeside #CascadaMall ‏#5Stars #Lebanon #International #Fusion #Cuisine ‏#Royal #Zahle #SendYourSelfie #Halal #Mediterranean ‏#Lebanesefood #holiday #cadmusrestocafe #food #foodphotoghrafy #delicious #ribs #family #isocertificate #lebanese #yummy #tasty #Cadmus #waffles #wings

 

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com