نصرالله يكشف مسار النفط الإيراني وآلية توزيعه هبةً وبيعاً
أعلن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، عن وصول باخرة المازوت الإيرانية الأولى إلى مرفأ بانياس، على أن تصل خلال أيام باخرة ثانية محملة بالمازوت أيضاً. فيما الباخرة الثالثة التي ستكون محملة بالبنزين، بدأت بالتحميل بانتظار أن تبحر قريباً. وكشف عن باخرة مازوت ثالثة أيضاً تم الاتفاق حول إرسالها.
خيار بانياس
وأوضح نصر الله أنه “خلال الفترة الماضية، وخلال حركة السفينة في البحر، أجرينا اتصالات فقد كان لدينا خياران، إما أن ترسو السفينة على الشواطئ اللبنانية وتفرغ حمولتها في لبنان، أو تذهب إلى سوريا، إلى مرفأ بانياس. ونحن وجدنا من خلال الاتصالات أن مجيء الباخرة إلى المنشآت اللبنانية سيشكل حرجًا كبيراً للدولة، ونحن لا نريد أن نحرج الدولة، طالما هناك خيار آخر. وعليه، قمنا بالذهاب إلى الخيار الآخر، أي أن ترسو في بانياس”.
ولفت إلى أن الدولة السورية “سهلت الحركة في مرفأ بانياس، وقامت بتأمين الصهاريج لنقل المشتقات النفطية. ونتوجه بالشكر إلى الدولة السورية على مساهمتها في نجاح هذه الخطوة حتى الآن”. وأعلن عن وصول الباخرة الأولى إلى مرفأ بانياس يوم الأحد الماضي عند الساعة الثانية والنصف فجراً، و”بدأت بتفريغ الحمولة، وقد تنتهي اليوم من التفريغ، على أن يبدأ نقل هذه المادة إلى البقاع يوم الخميس المقبل. وسيتم النقل إلى منطقة بعلبك إلى خزانات محددة، ليتم توزيعها بعد ذلك”.
رهانات انتهت
وأشار السيد نصرالله إلى أن “هناك من اعتبر أن الوعد باستقدام المشتقات النفطية من إيران هو للاستهلاك الشعبي، كما كانت هناك تعليقات ورهانات متعددة. واليوم سقطت هذه الرهانات. وهناك من اعتبر أن الوعد باستقدام المشتقات النفطية هو للاستهلاك الإعلامي. وهذا الرهان انتهى. وهناك من قال إن هذا الوعد غير قابل للتحقق. وهذا انتهى أيضاً”. ولفت إلى أن “البعض راهن على أن إسرائيل لن تسمح بوصول البواخر إلى لبنان. لكن فات هؤلاء أن الاسرائيلي كان في مأزق ومعادلة الردع القائمة في لبنان. وإدخال البواخر إلى لبنان ضمن هذه المعادلة، سمح بوصول الباخرة الأولى سالمة غانمة.. والبواخر القادمة أيضاً”. وذكر بأن “كل الرهانات التافهة انتهت. ووصلنا إلى مرحلة العمل الحقيقي والجاد، ولعدم الإصغاء إلى الاصوات التافهة”.
عملية التوزيع والبيع
وأوضح نصرالله: “في ما خص التوزيع تم اعتماد الآلية التالية: من 16 أيلول إلى 16 تشرين الأول سنقدم المشتقات النفطية كهبة للجهات التالية: المستشفيات الحكومية، دور العجزة والمسنين، دور الأيتام، دور ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤسسات المياه في الدولة، البلديات التي لديها آبار. والهبات ستقدم كذلك لأفواج الإطفاء في الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني. أما القسم الثاني، فسيتم بيع المشتقات النفطية لهم. وهي الجهات التالية: المستشفيات الخاصة، معامل الأدوية والأمصال، المطاحن والأفران والاستهلاكيات والتعاونيات التي تبيع المواد الغذائية، ومعامل الصناعات الغذائية، والمؤسسات التي تقدم الكهرباء للمواطنين عبر الاشتراكات”. وأوضح أنه “بعد بيع المؤسسات المشتقات النفطية بأسعار مخفّضة، سنطلب منهم بالتالي خفض أسعار الاشتراكات”.
وأعلن أن “شركة الأمانة” هي من ستستلم توزيع المحروقات، “لأنها موضوعة على لائحة العقوبات أصلاً. وسيتم توزيع أرقام هواتف على كافة المناطق اللبنانية للتواصل والطلب”. وأوضح: “سيتم تسليم الكميات على دفعات، حتى يستفيد الجميع من الكميات الموجودة”. أما في ما خص أسعار المشتقات النفطية، فـ”هناك كلفة معروفة هي السعر العالمي لها، وكلفة للنقل. ونحن سنبيع بأقل من سعر الكلفة. وهناك نسبة معينة من سعر الكلفة سنتحملها وسنعتبرها كهدية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله إلى الشعب اللبناني. ونحن سنبيع المشتقات النفطية بالليرة اللبنانية. ولن أحدد اليوم أي سعر للمشتقات، بل سننتظر حتى صدور جدول أسعار وزارة الطاقة خلال اليومين المقبلين. ونحن نشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حكومة ورئيساً وشعباً. والدولة السورية، رئيساً وحكومة وشعباً، للمساعدة”.
البطاقة التمويلية وتشكيل الحكومة
ولفت إلى أنه من المفترض أن يصل خلال أيام الفيول العراقي، و”خواتيمها في الأيام القليلة من شهر أيلول، ما سيخفف من معاناة الناس. ونجدد الشكر للحكومة العراقية على جهدها”. واشار إلى أن زيارة الوفد الحكومي إلى سوريا كانت “بموافقة الأميركان”. وهي خطوة جيدة تحت أي ظرف كانت.
وذكر نصرالله بأن هدف البطاقة التمويلية هو تخفيف معاناة الناس، وأي عائلة لا تنطبق عليها شروط الحصول على البطاقة، لا يجوز له شرعاً ولا قانوناً التقديم للبطاقة، وعلى الحكومة الحالية والوزارات المعنية والأجهزة المسؤولة العمل لسد باب الفساد في البطاقة التمويلية، ليصل المال إلى المستحقين.
ورحب نصرالله بتشكيل الحكومة “في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان. ونحن طالما دعونا بكل صدق لتشكيلها. ونشكر لكل من ساهم وأنجز وساعد في التشكيل. وشكر رئيس الحكومة السابق حسان دياب، الذي عمل طوال فترة تصريف الأعمال لمدة عام كامل كما الوزراء”.
ولفت نصرالله في كلمته، إلى “أننا نتطلع إلى حكومة تقوم بالإنقاذ والإصلاح، لأن البلد أصبح في قلب الانهيار. ونحن نؤيد التحضير للانتخابات النيابية والبلدية، وندعو لاجرائها في موعدها”. ودعا “لمنح الحكومة الثقة في أسرع وقت. لأن الوقت أصبح ضيقاً. وعليها القيام بمجموعة من الخطوات الإصلاحية. والمطلوب منا جميعاً التضامن للتخفيف عن الناس وإعطاء الحكومة الوقت المطلوب لها للإنجاز”.