عن الصورة التي اختارتها “رويترز”: لبنان العسكري والشعب
كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
إحدى صور العام 2021 في وكالة “رويترز” تلك التي ترونها أعلاه. صورة لعسكري في الجيش اللبناني يحمي تلميذاً خلال أحداث الطيونة التي وقعت في 14 تشرين الأول، من ضمن 97 صورة اندرجت تحت هذا التصنيف.
قد تبدو دراماتيكيّة للوهلة الأولى، لكن أن يُختَصَر واقع لبنان في هذا العام بهذه الصورة تحديداً في وكالة الصحافة الأبرز عالمياً، والعالِمة بعمق الأمور وعناصر التأثير في الرأي العام العالمي، فذلك أمرٌ لافت من جانب الإعلام الدولي حيال الأحداث اللبنانية.
مع توثيق هذه اللحظة من قبل “رويترز”، يبقى على الرأي العام، المهتمّ بقضيّة لبنان ومصير اللبنانيين، أن يُسجّل لديه أنّ العسكري في الجيش اللبناني، وبالمقارنة مع الإنجازات والنقاط السياديّة الإستثنائية التي حقّقها في المراحل الماضية، في عيون الغرب والعرب، تحوّل إلى الأقلّ قدرة على الصمود معيشياً مع راتب لا يتخطّى الـ200 دولار للعنصر الواحد، وهو الأمر الذي سبق وتحدّث عنه وحذّر منه قائد الجيش العماد جوزيف عون.
هذا الدرك المعيشي الذي وصل إليه العسكريون والأمنيون، خصوصاً نسبةً إلى المهام التي أُنيطت بهم منذ 17 تشرين الأوّل 2019، جعل من شريحة من اللبنانيين يترقّبون انضمام “العسكر” إلى الإنتفاضة الشعبية لإيقاظ نبض الشارع من جديد بصورة مختلفة ومفصليّة في وجه السلطة التي تقبض على النظام وتبحث عن الأساليب الأقلّ خسارةً للخروج من مأزقها الحزبيّ والسياسي غير المسبوق.
عملياً، فإنّ صورة العام، التي قد لا تحمل بعداً سياسياً داخلياً، إلا أنّها أضاءت على العمودَين اللّذين تعتبرهما عواصم القرار الفعليّ التوأمين الشرعيّين الحائزين على الثقة: المؤسسة العسكريّة الحاصلة حصراً على الدعم الدوليّ، مالياً وسياسياً ومعنوياً، والموزَّع بين الطوائف والمذاهب في أجهزتها وقياداتها. والشعب، الذي يضمّ القوى التغييرية من مجموعات وأحزاب صاعدة ووجوه مستقلّة تروّج لنفسها كـ”بدائل”، تُعدّ العدّة لخوض الإستحقاقات الإنتخابيّة في المستقبل.