بين ظاهرة التمصدر والمجالس بالامانات
نقولا أبو فيصل*
كثيرة هي المفاهيم والسلوكيات التي انقرضت تقريبًا في ايامنا هذه ومنها : “الخصوصية” و”البيوت أسرار” و”المجالس بالأمانات “ولو يعلم البعض ماذا يقال في غيابهم من سوء ما يفعلون لتلمسّهم كآبة مدى الحياة، ولسقطت الثقة الزائدة بالنفس عندهم ، لكن الالتزام بالصمت هو أساس المجالس بالأمانات .
وقد انتشرت بقوة ظاهرة خيانة المجالس، وهي عبارة عن أمور كتيرة : منها أن تجلس مع احدهم فيسجل كلامك او يُصَورَك دون علمك ودون موافقتك ومنهم من يُكلمك ويُسجل المكالمة ومنهم من تبعث له رسائل مكتوبة أو صوتية على هاتفه فيرسلها للآخرين ، او يكلمك في الهاتف ويفتح الصوت الخارجي دون علمك ويسمع ممن حوله كلامك.
ان كل انسان ” عاقلا كان أم شريراً” يطعن في ثقة الناس فيه بهدف التمصدر ، اي ان يفاخر انه “مصدر معلومات” ، أو يتكلّم عن أشياء أو أسرار أو أي حديث جرى بينه وبين شخص آخر، مهما جرى بينهم في المستقبل حتى لو أصبح الآخر عدوّه هو شخص حقير ومريض ، لذا على الانسان أن يدخل بين الناس أعمى ويخرج من عندهم أبكم ويستر ما سمع وما رأى. فلا يكتم السر إلاّ من لَه شرف، والسر عندَ كرام الناس مكتوم .
*كاتب