بين البشارة والعنصرة …رحلة الخلاص
نقولا ابو فيصل*
لم يكتب كيف استقبلت القديسة مريم الروح القدس في ساعة البشارة، ولكنها بالطبع كانت مستسلمة له طوال حياتها بكليتها حتى سماها الآباء [ عروس الروح ] ، وقد منحها الروح القدس في تلك الساعة موهبة خاصة لتكون أماً ومثالاً حياً للكنيسة وصارت ذاكرة قلب الكنيسة التي لا تُنسى ورأس المرأة الجديدة والممثلة عنها أمام الله في المسيح رأس الكنيسة كلها ، وصارت العذراء هي حواء الجديدة “امرأة ملتحفة بالشمس والقمر تحت قدميها وعلى رأسها إكليل من أثنى عشر كوكباً ” (رؤيا 12 : 1 )
والبشارة في اللغة اللاتينية تعني annuntiatio اي بشارة السيدة العذراء أو بشارة الرب وهي الاحتفال المسيحي بإعلان الملاك جبرائيل لمريم أنها ستحبل وتلد ابنًا من خلال ولادة عذراء وتصبح والدة يسوع المسيح ابن الله، ويسوع يعني “يهوه وفيما كان في روما القديمة يوم 25 كانون هو يوم للاحتفال بالشمس التي لم تُقهر ، إيذانًا بعودة الأيام الأطول، بدأت الكنيسة في روما الاحتفال بعيد الميلاد في هذا التاريخ في عهد قسطنطين الإمبراطور المسيحي الاول وذلك لإضعاف التقاليد الوثنية
اما العنصرة التي يحتفل بها بعد خمسين يومًا من القيامة فهي حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح الإثني عشر بعد صعوده بعشرة أيام ، الى علية صهيون في القدس حيث تم العشاء السري الأخير ، والعنصرة تحقق مواعد” الله: ففي الأيام “الأخيرة سوف يعطى الروح للجميع”، وسبق يوحنا المعمدان وتنبأ بحضور ذلك الذي كان مزمعاً أن يعمّد بالروح القدس ، وقد ثبَّت يسوع بعد قيامته هذه المواعيد: “تعمَدون بالروح القدس بعد أيام قليلة”، ويستعمل كتاب أعمال الرسل لوصفها رموزاً للإشارة إلى الروح القدس صورة ريح عاصفة وصورة النار والتكلم باللغات.
وهكذا يكون في البشارة قد استحوذ على مريم العذراء ظل الروح القدس “قوة العلي تظللك” وفي يوم العنصرة استحوذ عليها بالنار . ميلاد مجيد
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية