بين الديمقراطية والعلمانية …فسادDemocracy Secularism and Corruption
كتب نقولا ابو فيصل*
يبدو ان الديمقراطية ومن غير مضاجعة العلمانية قد أنجبتا توأمان هما الطائفية والمذهبية المتخفية ، على أن غياب العلمانية الحقيقية عن مجتمعاتنا العربية جعل من الديمقراطية سوقاً لكل تجار الدين والهوية بالاضافة الى ذلك فأن العلمانية لم تترك مَلكاً جالساً على كرسية كما حصل تاريخياً في أوروبا وهي التي أنجبت أيضاً أحزاباً تتنازع على السلطة وتظاهرات وثورات وولاءات للخارج وتكسير وتخريب كما حصل مؤخراً في لبنان .
على ان ما قيل سابقاً عن العلمانية أنها مظلة كل الديموقراطيات هو صحيح فإن انتفت العلمانية تبعتها الديموقراطية التي ربما ولدت مشوّهة وعرجاء في لبنان !حيث يمكنك ان تقول ما تريد وتهاجم من تريد وتنتقد اي قرار أو مشروع وفي المقابل نرى الحكام لا يهتمون ويفعلون ما يريدون لاننا في الحقيقة نعيش في مزرعة وليس في دولة حيث نجد الكثير من حرية القول والقليل من الديمقراطية .
ورب سائل يسأل هل أن فصل الدين عن الدولة هو الحل لكل مشاكل لبنان كما هو الحال في الهند وأوروبا وأمريكا مع ضمان حرية الاعتقاد للجميع ؟ والجواب نعم، لكننا يجب ان نعمل حتى نصل الى اليوم الذي نجد فيه الطوائف في مكانها الطبيعي في دور العبادة وليس في مراكز الدولة ويجب القضاء على الفساد الذي لا يرتبط بالدين حصراً بل هو ازمة اجتماعية تظهر في كل الدول والانظمة حتى العلمانية منها ، ويجب البحث عن خطة للنهوض بالاقتصاد الوطني وصولاً الى الازدهار الاقتصادي والاستقرار الامني والاجتماعي المدخل الوحيد الى الدولة العصرية والحديثة وبعدها تصبح العلمانية خياراً يصوت عليه او ضده وليس العكس…
*كاتب ورئيس تجمع صناعييالبقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية