كتب نقولا أبو فيصل “بين التواضع الحقيقي والتكابر في التواضع الفرق كبير”!
بين التواضع الحقيقي والتكابر في التواضع…الفرق كبير
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب” الجزء ٦ والاخير
يكون التواضع حقيقياً عندما يعترف الانسان بقدراته وإنجازاته دون مبالغة أو تقليل، وفي الوقت نفسه عندما يعترف بنواقصه وأخطائه دون خجل. ومن سمات الشخص المتواضع حقاً أنه يظهر إحتراماً للآخرين، ويقدر قيمتهم ويسعى دائماً لتقديم المساعدة لهم من دون انتظار مقابل . أما التكابر في التواضع فهو الحالة التي يتظاهر فيها الانسان بالتواضع بهدف الحصول على الثناء والإعجاب من الآخرين. ويكون هذا النوع من التواضع مصطنعاً،حيث يسعى الشخص لإبراز تواضعه المزيف بطريقة ملفتة للنظر، وبالتالي يحاول أن ينال إعجاب الناس واحترامهم تحت قناع التواضع .
ويتكبّر الإنسان ويتعالى على الآخرين لأنه يعتبر نفسه أنَّه من طينةٍ أفضل من طينتهم فيتباهى ويتبختر، ويمشي في الأرض مرحاً، وينظر إلى الآخرين نظرة استعلاء واحتقار؟ وفي حين أن التواضع الحقيقي ينبع من الثقة بالنفس والشعور بالأمان الداخلي، فإن التكابر في التواضع ينبع من عدم الأمان والحاجة إلى الاعتراف به من الاخرين. ومن المظاهر التي تميز التواضع الحقيقي عن التكابر في التواضع أن الاعتراف بالأخطاء هو تواضع حقيقي ، والشخص المتواضع هو الذي يعترف بأخطائه بشكل صريح ويسعى لتحسين نفسه . والمتواضع يعترف بخطأه بطرق غير مباشرة ، ويتحدث عن إنجازاته بشكل واقعي دون مبالغة أو تقليل ،وفي حالة التكابر في التواضع فإن الشخص يتحدث عن إنجازاته بطريقة يتظاهر فيها بالتواضع، مثل أن يقول “لا شيء كبير، لقد فعلت ما يمكنني فقط”، وبطريقة تجذب الانتباه والإعجاب.
وفي التواضع الحقيقي يتفاعل الشخص المتواضع مع الآخرين برحابة صدر واحترام بغض النظر عن مركزهم أو مستواهم.أما المتكابر في التواضع فقد يتظاهر بالاحترام والانفتاح بهدف تعزيز صورته الاجتماعية فقط . وفي التواضع الحقيقي لا يسعى الشخص للثناء أو الإطراء، بل يعمل بجدية وإخلاص دون انتظار مقابل. والمتكابر في التواضع يقوم بأعمال جيدة بإنتظار الإطراء والشكر عليها ولفت النظر إليه بطرق غير مباشرة.وهكذا يمكن تمييز التواضع الحقيقي من التكابر في التواضع من خلال النوايا الحقيقية للشخص وتصرفاته المستمرة، حيث أن التواضع الحقيقي يكون ثابتاً ومستداماً بينما التكابر في التواضع يتكشف مع مرور الوقت والتجارب المختلفة.
نقولا أبو فيصل
