بين المنعطف التاريخي والنفق المظلم …ضاع العمر
نقولا ابو فيصل*
لعل ابرز ما كان يستفزني ايام الحرب اللبنانية أو يجعلني أشعر القشعريرة هي عبارة “منعطف تاريخي مهم ” والسبب في ذلك أن كل أيام اللبنانيين انذاك كانت منعطفات تاريخية وربما لا تزال !؟ ومن ثم خسر هذا المصطلح قيمته اللغوية،. والخطير وقتها أن الذين رددوا كثيراً هذه العبارة كان هدفهم سلب ارادة اللبنانيين وجعلهم يصابون بالاحباط ويهاجرون ، وربما نجحوا في اوقات كثيرة.
وبينما تغيرت الديموغرافيا اللبنانية وصارت “كل عنزة معلقة بكرعوبها ” كما يحلو للجميع توصيفها في وطن الدويلات الطائفية المتحابة حينًا والمتناحرة حينًا اخر ، وفيما العالم هو الآخر يتغير وفيما يبدو، فإنه يتغير بسرعة ، وهنا على وجه التحديد يمكن مشاهدة “منعطف جديد “يتم الحديث عنه وقد ينضج حينما يلتقي التغير الإقليمي مع ذلك الدولي في حالة من الضغوط والتي تولد بيوعات وتقاسم حصص عندما تحدث في السياسة وكأن سايكس -بيكو جديدة تولد هذه الايام ويبدو انها مرعبة .
ومهما تغيرت المعطيات والتسميات لحلول ولدت ميتة تبقى كل تصريحات رجال الدولة لزوم ما يلزم ، وتبقى الاخبار السارة مثل نقطة ضوء في النفق المظلم الذي نمر به مثل الارقام التي تحدثت عن تراجع الاستيراد في لبنان الى 8 مليارات دولار في العامين 2019 – 2020 و لكن هل من نهاية مرتقبة للازمة ؟ وكم هو عدد المهاجرين الذين تركوا لبنان من اصل الخمسة ملايين لبناني وكيف توزعوا طائفيا؟وهل الحل ببيع احتياطي الذهب لوقف الانهيار المالي ؟ أو بالغاء الاصفار من الليرة اللبنانية ؟للاسف خطايا اهل المال كثيرة وقد نخرت في مناعة الوطن وتصحيحها يحتاج إلى الكثير من العناية في هذه الأيام الصعبة.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع