بين كنيسة فاترة ورجال دولة مستزلمين…
نقولا ابو فيصل*
يتذمر بعض رجال السياسة في لبنان بأن الكنيسة فاترة ولا تقبل مشاريعهم واستزلامهم للخارج وسبب الاحساس بعدم الرضا هذا هو أن الكنيسة لم تخضع لما يريدونه منها ولم تبارك اعمالهم، لان روح الشر لم يسوس الكنيسة بشكل عام، وهذه نعمة كبيرة وذات مدلول ان الافكار الخاطئة لم تنخر جسد الكنيسة بعد، رغم ان عددًا محدودًا جداً من رجال الدين يستغلون إشغالهم لمهام اساسية في الكنيسة لتسويق اشخاص تحوم حولهم شبهات يرغبون العمل في السياسة لقاء بدل مادي او خدمات او منافع.
وكما يقال “العتب على قدر المحبة” فإن توقف التراشق الاعلامي واستمراره بشكل متقطع بين الكنيسة وساسة لبنان يؤشر لتفاهم ما لعلاقة هي هشة من الاساس ، وعلى طريقة “يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز عسل منك” نجد انه كلما شعرت الكنيسة بخيبة امل من رجال دولة لا يستطيعون توفير ادنى مقومات الصمود لشعبهم في ظل انهيار اقتصادي واخلاقي غير مسبوق ولرفع العتب عنها ربما تجاه اصوات الاستغاثة من ابنائها فأن العلاقة بين السلطة السياسية والكنيسة تتدهور من جديد وتعود فاترة .
على ان المواجهات الاعلامية العنيفة بين السلطة الروحية والسلطة السياسية في عظات الاحاد والاعياد “تفرح الشعب ولا تغنيه” وقد تصل أحياناً الى حد كشف الاول لعورات الثاني وتهديد الثاني الرد بالمثل ثم لا تلبث ان تهدأ لان الظاهر”انو دافنينو سوا” كما يقال في العامية .
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية