بين صمت قاتل وخلاص بعيد المنال ….وطني يحتضر
نقولا ابو فيصل*
يعتري شعب لبنان شعور بالصمت القاتل فلا طاقة عنده للكلام ،ولو كان هناك حل غير الصمت لاختاره هذا الشعب المسكين للهروب من سجن الوحدة والفقر المذل وتخلي اخوته عنه , وكم صار هذا الشعب بحاجة الى التفكير بصوت عالٍ مما قد يساعده على تحفيز ذاكرته وتفريغ الطاقة السلبية خصوصاً بعد سنوات من الصمت القاتل في حياة شعب يعيش الممات في الحياة بسبب العزلة أو بالاحرى يعيش الحياة في سجن كبير.
إن الوضع الاقتصادي الذي وصل اليه لبنان لا يحتاج إلى تقارير وتحاليل في مواقع التواصل الاجتماعي بل يحتاج الى اعادة قراءة لخطة ماكينزي التي ابتاعتها الحكومة اللبنانية بقيمة مليون وثلاثمائة الف دولار والتي تم رميها في الادراج ، كما يتطلب همة وعزيمة اكبر للخروج عن الصمت المطبق القاتل والعمل بجد للنهوض الاقتصادي بالبلاد عبر تلزيم الثروات النفطية التي يملكها لبنان وضبط المعابر واستعادة السيادة على المرافئ البحرية والبرية والمعابر الجمركية .
كل شيء هُنا إنتهـى تقريبًا ، الوطن يحتضر شعبه يهاجر ، الناس تموت موتًا بطيئًا فيما ينهش اجساد اللبنانيين ويتاجر بأوجاعها مجموعة من المجرمين الذين هم سبب هذه المآسي ، والى المُر الذي ينتظرنا ان نرتشفه نحن ذاهبون بأقدامنا الى المستقبل المجهول …ويبقى السؤال الى متى يستمر الصمت القاتل في حرب اذلال وتجويع اللبنانيين التي يشارك فيه تقريبا الجميع العدو والصديق،الحامي والحرامي لكن الامل بالله وحده الذي له الأمر من قبل ومن بعد.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا الاقتصادية