بين الجوع والتخمة …موت وفناء
نقولا ابو فيصل*
يتساوى الجوع والتخمة في النتيجة، كلاهما يؤدي الى النهاية المحتمة اي الموت, والصدام القادم سوف يكون بين الجوع والتخمة، وقد لا تتمكن فوهات المدافع من حسمه بالحرب ، وكم من الشعوب تضيع بين الجوع والتخمة بسبب حكام تجهل أن هناك شيئاً يُسمّى “الاعتدال” بين جوع لحدود التسوّل وتخمة لحدود الموت، وبالتالي نهاية الحالين سوف تكون بالفناء ، وقد تكون مشكلة شعب لبنان كبيرة، لانه بعد تخلصه من اقطاع العائلات الشبعانة ،فإنه وقع فريسة إقطاع الحكام الجوعانة!
وبذلك يكون بين الجوع والتخمة فجوة كبيرة اسمها الظلم ، وقد وصف الإمام علي بن أبي طالب ” التخمة انها أشد فتكاً، من الجوع “وفي تعريف التخمة هي تناول الطعام أكثر من الحاجه ،لذا خذ على قدر حاجاتك لكي تعيش يومك لا اكثر ، واجعل نصب عينيك أن هنالك أناسا لا يملكون المال لشراء الخبز ، لذلك لا تخف من الجوع بل اطلب من الله أن يبعد عنك التخمة وكما تقول الحكمة الصينية “انه كلما ابتعد الدماغ عن الأمعاء … كلما ازداد الجسد شموخاً”.
ويبقى السؤال هل تقديم العادة على العبادة أورث الجوع للفقراء والتخمة للأغنياء ؟ فترى أناساً متخمين بجشع بما يكفي حاجتهم وفوق حاجتهم وخير كلام ما جاء في القرآن الكريم “إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنفُسِهِمْ ” وعلى الصعيد الشخصي فإن إمكانية التأقلم عندي مع أي وضع هو في غاية السهولة فقد عشت الحرب والسلم، الجوع والتخمة، الفقر والغنى ولا ازال شاكرًا الله كل صباح على نعمه، خاصة عند قراءة الارقام التي تتحدث عما يفوق 821 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع ، يقابلهم 1.9 مليار شخص يعانون من زيادة الوزن وتبلغ كلفة سوء التغذية عالمياً حوالي 3.5 مليار دولار اميركي.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية