بين الدين والسحر ومحاكم التفتيش… قراءة في كتاب Malleus Maleficarum
نقولا ابو فيصل*
إنه الكتاب الأكثر دموية في تاريخ البشرية أصدره البابا إنوسنت الثامن عام 1484 وقال فيه إن كل امرأة لها رأي أو فكر تعد ساحرة ويجب حرقها وقد نشرت محاكم التفتيش الكاثوليكية الكتاب على مدار 300 عاماً ، بعد أن أحرقت الكنيسة خمسة ملايين امرأة ، وقد تم منع طباعة هذا الكتاب الذي يُترجم عادةً باسم Hammer of Witches ، وهو أشهر أطروحة حول السحر كتبه رجل الدين الكاثوليكي هاينريش كرامر ونُشر لأول مرة في مدينة شباير الألمانية ،وقد وُصف بأنه خلاصة وافية للأدب في علم الشياطين في القرن الخامس عشر.
كانت النار جزءًا مهمًا من تاريخ الإصلاح في أوروبا ، وقصد منها حرق الهراطقة والإصلاحيين البروتستانت. وما حصل لهم لا يقارن أبدًا بما حدث لضحايا محاكم التفتيش الكاثوليكية في اسبانيا ، حيث تم إعتماد أسلوب حرق الضحايا بدلاً من قتلهم بطرق أخرى وقد وصف البروفيسور جيمس ديبل طريقة القتل هذه بأنها “تحقيق موت بلا إراقة دماء وهي أفضل وسيلة لحصول روح الضحية على الخلاص والتطهير”.
على ان شدة العذاب من ارتفاع درجة الحرارة والتي يشعر بها المحكوم لدى تنفيذ اعدامه على طريقة الثور المشوي وبسبب صريخ الضحية يصدر صوتاً يعرف بخوار الثور من خلال أنابيب صممت في فم الثور ولا يتوقف هذا الصوت حتى يتبخر جسد المحكوم عن طريق الشواء ، على ان الشخص الذي ابتكر هذة الفكرة تم الحكم عليه لاحقًا بالاعدام بنفس الطريقة.
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع