لبنان ببازار إقليمي يوائم الاتفاق النووي: القرار لحزب الله؟
على مشارف سعي أميركي لإبرام اتفاق نووي مع طهران، تمر المنطقة في مرحلة استدراج عروض. ويشكل لبنان إحدى أبرز الساحات في البازار: من العرض الذي قدّمه المبعوث الاميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين للبنانيين حول ترسيم الحدود، إلى البحث في الانتخابات، وربطاً بملفات إقليمية ودولية، عملت طهران على تقديم عرض للمملكة العربية السعودية للتفاوض حوله، وصولاً إلى اتفاقات. وفي مثل هذه الحالات، تترابط الملفات الإقليمية والدولية.
بحر حزب الله وبره
ما قدّمه هوكشتاين قابل للتفاوض، يجمع اللبنانيون على تحقيق تقدم إيجابي في شأنه. وتقول معلومات إن العرض يخرج من التفاصيل الخلافية، ليركز على مبدأ الوصول إلى خطّ واحد غير متعرج يكون عنواناً للترسيم. وقد اتفق على ذاك الخط بناء على تحديد الحقول، بلا خلافات حول الخطوط. وأعطى هوكشتاين مهلة أسابيع قليلة ليخرج اللبنانيون بموقف موحد للسير في العملية. وعليه إما أن ينجز الاتفاق، أو الدخول في عرقلة لمدة أطول. وهذا كله مرتبط بسياق الوضع الاقليمي، وبالمفاوضات النووية في فيينا.
وقرار ترسيم الحدود في النهاية مرتبط بحزب الله. وهذا يعلمه الجميع، ومنهم هوكشتاين الذي حرص على معرفة موقف الحزب إياه. وحزب الله يعتبر الترسيم استراتيجياً في مجريات الصراع العربي-الإسرائيلي، ولا يمكنه الموافقة عليه بهذه السهولة. إلا إذا توفرت ظروف إقليمية ودولية لنسج اتفاق شامل. ولن يفرط حزب الله بهذه الورقة بلا ضمانات سياسية وإقليمية كبرى. وهي لا تقتصر على لبنان، بل تتعداه إلى سوريا والمنطقة كلها.
فالترسيم البحري يرتبط بالترسيم البري وبالبحث بمصير مزارع شبعا والجولان. وهذه كلها مسائل إقليمية ودولية، قد تنطوي في لبنان على تغيير سياسي، وربما دستوري، أو في تركيبة النظام.
انتخابات أو مؤتمر دولي
وإلى جانب هذا المسار، يستمر البحث عن نقاط تقاطع المفاوضات الإيرانية- السعودية. وتشير مصادر متابعة إلى أن الإيرانيين قدموا عرضاً للسعودية حول معضلات اليمن، العراق ولبنان، على أن تدرس وتبحث في ما بعد.
وإلى جانب الموقف الإيراني، ثمة تحفيز أميركي جدي للسعودية كي تندفع في اتجاه لبنان، على مشارف الانتخابات النيابية فيه. ورغم تحفز الجميع لإجراء هذه الانتخابات، هناك مخاوف من تأجيلها. والتأجيل يعني تسريع عقد مؤتمر خاص بلبنان، يعيد البحث من جديد في التركيبة السياسية والدستورية.
سنة الأطراف ونظام الأسد
ويولي حزب الله اهتماماً خاصاً بالعملية الانتخابية، وخصوصاً في البيئة السنّية. وتحديداً لدى سنّة الأطراف. وتفيد معلومات عن تنسيق بين الحزب عينه والنظام السوري، لاستعادة بعض أوراق نفوذ ذاك النظام في المناطق السنية الحدودية مع سوريا. فبعد انسحاب تيار المستقبل، يعمل الطرفان على إبعاد أي شخصية سنية تسعى إلى الترشح للانتخابات، عن أي تحالف مع قوى 14 آذار. وذلك لإعادة تشبيك شخصيات سنية في المناطق بالنظام السوري، بغية إيصالها إلى الندوة البرلمانية.
وفي هذا المجال، ثمة رهان بين نظام الأسد وحزب الله على جملة من الأمور: استعداد خليجي للانفتاح على دمشق، استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية، وتوافق روسي- أميركي على تخفيف الضغوط على النظام السوري. هذه كلها أمور يحاول نظام دمشق الاستثمار فيها للتسلل إلى لبنان.
المدن
