بين فقدان الرغبة وعدم الاهتمام.. اعتزاز وافتخار

نقولا ابو فيصل*

يزداد في الآونة الاخيرة إحترامي لنفسي خاصة بعد أن تعرفت عن كثب على نرجسية بعض الاشخاص الذين كنت أعدهم أصدقاء وتأكدي من مقولة أن الذهب يمتحن في النار ، والرجال تمتحن بالوصول الى السلطة فاذا اردت ان تعرف شخصًا أعطه منصبًا وراقبه …كما يزداد كل يوم احترامي لذاتي خاصة بعدما خلقت لها ذاكرة جديدة لا تحمل الأمس ولا الاحقاد والعتب وحفظت فيها لنفسي كرامة تعلو فوق كل المشاعر وصرت على قناعة تامة ان على الانسان أن يعتزّ ويفتخر بنفسه ولا ينتظر من احد أن يفتخر به ، فالاعتزاز بالنفس هو ضرورة لأن النفس أسمى من أن تذلّ، ويجب ان يتصف صاحبها بالفخر والشجاعة والوفاء والكرم.

كما صرت أعيش وعياً ونضجاً وهدوءا وطمأنينة وقربًا من الله ، ولا أملك وقتاً اضافياً لأكره أحدا ولا للافراط في الدفاع عن أحد ولا لتعقب أحد ولا أبالي بإرضاء من حولي ، باختصار لا وقت لدي لأعيش حياة الاستفزاز والوجع ، المليئه بسوء الظن ، فالعلاقات عادة لم تخلق إلا من أجل أن نسعد بعضنا البعض ، لا أن يؤذي بعضنا غيره. لقد رسمت لنفسي حياة خاصة وصرت أنتمي لها أكثر ،
أعيش مع عائلتي وأصدقائي محافظاً على مسافة معقولة في العلاقات معهم، أتكتم ، أتأمل ، قريبًا من الله ، وهذا أمر مريح للغاية.

خذها مني نصيحة يا صديقي الذي آتي إليه حين أرغب بالجلوس مع نفسي ، فلا تقارن نفسك بالآخرين وإذا قمت بذلك فإنك تهين نفسك ، في الحياة اتبع قناعاتك لا عواطفك لان كرامة وعزة نفسك فوق الجميع مهما تعاظمت مناصبهم ، ولا أحد منهم يستحق أن تذل نفسك ولو للحظه من أجله ولو كان الكبرياء يوزَنْ لكنتُ أثقل الرجال على وجه الأرض .

كاتب