ترقّبٌ لمفاجأة السّاعات الأخيرة الانتخابيّة… ونصيحة “للطّامحات”
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
منذ أن وطأت قدما أوّل إمرأة المجلس النيابي اللّبنانيّ في العام 1963، وهي ميرنا البستاني، إبنة النائب والوزير الرّاحل إميل البستاني، شُرِّعت أبواب البرلمان أمام المرأة اللّبنانيّة، إلاّ أنّ حضورها كان ولا يزال خجولاً جدّاً لأسباب عديدة أبرزها عدم إقرار الكوتا النسائيّة، فضلاً عن الذكوريّة المُطلقة التي تُسيطر على نادي السياسيّين في لبنان.
ترشَّحت في الانتخابات النيابيّة الماضية في العام 2018 113 سيّدة، وهو رقمٌ مُرتفع نسبيّاً مُقارنة بالـ2009 حين ترشَّحت 12 امرأة فقط، أمّا الآن، فلا يبدو حتّى حينه أنّ الإقبال كثيفٌ من قبل النساء لخوض معركة الانتخابات، بانتظار ما ستَحملُه الايّام الأخيرة قبيل إقفال باب تقديم التّرشيحات.
تعتبر رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللّبنانيّة كلودين عون روكز أنّه “لا يُمكن تقييم الاقبال النسائي على الترشّح قبيل إقفال باب الترشّح، إذ لا يزال كلّ شيء وارداً”، مُضيفةً “عَمِلنا بجُهد لإقرار الكوتا النسائيّة في مجلس النوّاب بهدف إدخال الديناميّة إليه عبر حضور مُعزّزٍ للمرأة فيه، ولكنّنا لم نلمس أي اكتراث من قبل النواب بقضايا المرأة وبحضورها فيه، حتّى من قِبَل بعض النساء النّواب للأسف”.
وتلفت، في حديثٍ لموقع mtv، الى أنّ “حضور المرأة الخجول في المجلس ساهم في إغفال الاهتمام بقطاعات عديدة كان يُمكن أن توليها أهميّة قصوى، فالمرأة اللبنانيّة بطبعها تعمل وتُنفِّذ على أرض الواقع، وتُريد إثبات نفسها في ظلّ ما تُعانيه لتؤكّد أنّها قادرة على صنع قوّة ضغطٍ وإحداث تغييرات إيجابية في مختلف المجالات في الوطن”، مشيرة الى أنّ “ترشّح عدد كبير من السيّدات في الانتخابات المُقبلة هو أشبه بالتحدّي بالنسبة لكلّ سيّدة لبنانية، ولكن لم نلمس أيّ جديّة في التعامل مع ما تُطالب به المرأة في لبنان وما نعمل عليه من ملفّات منذ سنوات عديدة في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، فضلاً عن أنّه لا حوارَ حقيقيّاً حول حقوقها والقوانين التي تحميها، ونحن من جهتنا نُقابل هذا الواقع بغضبٍ وامتعاضٍ كبيرين”.
ومن عون روكز نصيحة لكلّ سيّدة في لبنان تطمح بالدّخول الى عالم السياسة: “تمكينُ نفسك معنويّاً هو سلاحك للتحصّن مقابل كلّ ما يُمكن أن تتعرّضي له في عالم السياسة والسياسيّين والشأن العام، ولكي تواجهي بشراسة ما قد يُعيق طريقك، والاهمّ هو أن تُكوين فريق عملٍ مُتجانسٍ يؤمّن سير عملك بحرفيّة وشفافيّة لخرق الثقافة التقليديّة السائدة في لبنان”.
وردّاً على سؤالٍ حول إمكانيّة دخول عون روكز مُعترك السياسة، تُجيب: “هذه الفكرة ليست بعيدة عنّي، ولكنَّني مُنشغلة الآن بعملي في الهيئة الوطنيّة وبمختلف الملفّات التي نعمل عليها، وأتابع دراساتي العليا، والأكيد أنّني مهما شغلت من مناصب، الاولوية تبقى الملفات والقضايا وليس المراكز التي تزول”.
وتختُم المُدافعة الشّرسة عن حقوق المرأة اللّبنانيّة بالقول: “لم نُجرّب المرأة بعد، فلنُعطها فرصة حقيقيّة في صنع القرار تماماً كالرّجل، وانتظروا منها ما يُدهشُكم”.
أيّامٌ قليلة تفصلنا عن كشف كلّ أسماء النساء الطامحات بإحداث خرقٍ كبير في نادي السياسيّين في لبنان، وفي الدّخول الى البرلمان بخطواتٍ ثابتة وواثقة، فهل تُفجِّر المرأة اللّبنانيّة مفاجأة في السّاعات الأخيرة، مُتحدّية كلّ العراقيل والمُعرقلين؟