المقعد الماروني في البقاع الغربي: صراع حواصل لا أصوات تفضيلية
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
قبل اتفاق الطائف، لم يكن للموارنة مقعد في قضاءي البقاع الغربي وراشيا. فقد استحدث المقعد بعيد اتفاق الطائف، وبعد رفع عدد النواب الى 128. وفي “الزمن السوري”، أول من فاز به في العام 1992 كان روبير غانم، ونال يومها 14596 صوتا. أما في العام 1996، فخسر غانم أمام هنري شديد، قبل أن يقدّم مراجعة طعن أمام المجلس الدستوري. وبعد اعادة الانتخابات، انسحب شديد، ففاز غانم بالتزكية، قبل أن يحتفظ بمقعده في دورات 2000 و2005 و2009.
في العام 2018، ووفق “الدولية للمعلومات”، كان عدد الناخبين الموارنة 10914، اقترع من بينهم 3870. وقد تنافست يومها ثلاث لوائح، ففاز بالمقعد الماروني هنري شديد ونال 1584 صوتاً تفضيلياً على لائحة المستقبل، متقدّماً على مرشح لائحة أمل – عبد الرحيم مراد، ناجي غانم الذي نال 838 صوتاً، وعلى ماغي عون مرشحة لائحة المجتمع المدني التي نالت 847 صوتاً، وقد اعلنت اعادة ترشحها لاستحقاق أيار 2022.
اليوم، تكتسب الانتخابات في هذه الدائرة بعداً جديداً كالكثير من المناطق التي تشهد حضوراً لتيار المستقبل، لمعرفة توجهات الناخبين مع تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي.
ولا شك أن أي طامح لشغل المقعد الماروني، ينطلق من ثابتتي الدعم السني والدرزي والشيعي في هذه الدائرة. بمعنى أن عليه تأمين عدد أصوات تفضيلية أكثر من منافسيه من جهة طبعاً، لكن نجاحه مرهون بالتحالف الكبير للقوى والتيارات السياسية الذي يؤمّن الحواصل اللازمة.
قبل أسابيع، كان حزب الكتائب أول من أعلن مرشحته عن المقعد الماروني فاختار غيتا عجيل. أما القوات اللبنانية، ففضلت عدم اختيار حزبي لهذا المقعد، فتتجه لتسمية داني خاطر، مع انتقال ترشيح النائب عماد واكيم عن المقعد الارثوذكسي من بيروت الأولى الى البقاع الغربي.
وهي في طور استكمال التشاور مع الحزب التقدمي الاشتراكي وشخصيات سنية فاعلة لتأمين ظروف المعركة.
أما التيار الوطني الحر، الذي يرتقب اعلان مرشحيه الحزبيين في الساعات القليلة المقبلة، فيتّجه لتسمية شربل مارون عن المقعد الماروني، وهو الناشط خدماتياً وسياسياً منذ سنوات. ومن الطبيعي أن يكون على اللائحة التي قوامها عبد الرحيم مراد وإيلي الفرزلي وقبلان قبلان وطارق الداوود.
هي ايام فاصلة عن اتضاح مشهد الترشيحات النهائية والتحالفات، لاسيما أن معركة المقعد الماروني هي معركة حواصل، أكثر منها مسألة أصوات تفضيلية.
