السنيورة مأزوم وضغوطات “هائلة على الحريري”: أصدر موقفا داعماً
على مسافة 15 يوما من 15 ايار، ووسط التخبط الذي تعيشه البيئة السنية مع تعليق الرئيس سعد الحريري وتياره العمل السياسي والانتخابي حكما، بدأت تتكاثر وتعلو الاصوات من مرجعيات بارزة سنيا داعية لا لعدم المقاطعة ، بل اكثر بكثير ، ذهبت حد الدعوة للمشاركة الكثيفة، ولعل موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في خطبة العيد هو الابلغ من اي كلام.
فدريان الذي تدرج موقفه من عدم المقاطعة والمشاركة باستحقاق ايار بعيد اعلان الرئيس الحريري موقفه اعلا سقف الدعوة بالامس ، اذ حذر وأنبه من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات، ومن خطورة انتخاب الفاسدين السيئين، كما قال ، لأن الامتناع عن المشاركة في الانتخابات هو الوصفة السحرية لوصول الفاسدين السيئين إلى السلطة ، واضاف : الانتخابات النيابية فرصة أمامنا للتغيير، فليكن تغييرا نحو الأفضل، باختيار الأصلح. والاختيار لا يكون عن بعد. ولا يكون بالتمني. بل يكون بالمشاركة الفعلية الكثيفة، وبقول الحق في ورقة التصويت!
موقف لافت اتى على مسمع ابرز الشخصيات السنية التي شاركت بصلاة العيد وفي مقدمهم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، وطرح اكثر من علامة استفهام حول خلفياته، ولاسيما ان هذا الكلام يتناغم مع ما يردده السفير السعودي وليد البخاري في كل افطار او لقاء ولاسيما مع قيادات سنية.
وفي هذا السياق،علقت اوساط مطلعة على الجو السني الشمالي عبر الديار بالقول:”نداء المفتي ودعوته للمشاركة الكثيفة، هدف لعدم تغييب صوت الناس واهل الشمال وبيروت ولاسيما ان الحريري لم يدع سابقا لمقاطعة الانتخابات بل طلب من كل من رغب بالترشح بتقديم استقالته من التيار الازرق وعدم زج اسم التيار باي شعار او حملة انتخابية.
من جهتها، لفتت مصادر كانت ضمن كتلة المستقبل وترشحت الى الانتخابات ، عبر الديار الى ان المزاج السني بدأ يتغير لصالح المشاركة بالاستحقاق النيابي وقالت : عندما بدأنا نشرح خطورة عدم المشاركة وترك البلد بيد حزب الله وطارئين على المشهد بحسب تعبيرها، بدأ الجو يميل لوجوب المشاركة.
اما على خط بيت الوسط الامارات ، حيث الممثل الاقوى للطائفة السنية سعد الحريري يرصد ويترقب تطور المواقف والمشهد برمته، فكشفت مصادر مطلعة على جوه بانه لا يزال حتى اللحظة على موقفه مشددة على انه لم يدع اصلا للمقاطعة بل دعا لعدم الترشح باسم المستقبل، الا ان مصادر موثوقة على الساحة السنية افادت الديار، بان كل ما يخرج من مواقف داعية للمشاركة بكثافة هدفه الضغط على الرئيس الحريري الذي يتعرض اصلا لضغوطات كبيرة لكي يخرج بموقف يدعو فيه الناس والناخبين السنة لعدم المقاطعة لا بل للمشاركة الكثيفة.
وفي هذا الاطار، كشفت معلومات الديار من اوساط سنية بارزة ان ضغوطات هائلة تمارس على الحريري خارجية وداخلية، لتبديل “المود السني ” الذي لا يزال يميل حتى اللحظة لعدم التصويت بالعملية الانتخابية او لتصويت بنسبة متدنئة.
وتضيف الاوساط : واضح ان البعض مأزوم سنيا ومدرك تماما انه لن يضمن ولو حاصلا غامزة من قناة الرئيس فؤاد السنيورة، ومن يدعمه ، وبالتالي تكمل الاوساط بان المحاولات لا تزال جارية من قبل مرجعيات سنية بدفع خليجي سعودي لاستخدام الورقة الاخيرة والمتمثلة بالضغط على الرئيس الحريري لاصدار اما بيان واما الخروج بموقف يدعو لكثافة المشاركة باستحقاق 15 ايار، فهل يفعلها الحريري ويتسجيب، مرة جديدة على قاعدة “مكره اخوك لا بطل” للضغوطات؟ على اي حال هي ايام ويتبين الخيط الابيض من الاسود علما ان مصدرا مطلعا على جو الرئيس الحريري علق بالقول :”صحيح ان الضغوطات كثيرة لكن “تقيلة عليه” بعد كل ما قام به ان يصدر موقفا من هذا النوع”، مع الاشارة الى ان موقف منسق عام الإعلام في “تيار المستقبل” عبد السلام موسى، عبر “تويتر” بالامس كان لافتا وواضحا بتوقيته وهو القائل : “جمهور الحريري ليس مكتباً انتخابياً لقوى فقدت ثقتنا بها، ولن نشارك في انتخابات تقدم ل”حزب الله” شرعية ينتظرها”.
وتعليقا على كلام المصادر المستقبلية بان السنيورة مازوم، اكتفت مصادر مطلعة على جو السنيورة بالقول للديار :” المفتي دريان ضد المقاطعة من بداية الطريق وكلامه اتى ليؤكد مرة جديدة انه في حال فسر البعض قرار المستقبل بمثابة دعوة لمقاطعة الانتخابات فهو لا يعني ذلك.
وردا على سؤال عما اذا كان السنيورة مازوما ومحاصرا سنيا يبحث عن حاصل ولو وحيد في بيروت، قالت المصادر : على كل حال الانتخابات عالابواب و”المي بتكذب الغطاس”! اما عن مستوى المشاركة السنية المتوقعة فجزمت المصادر المطلعة على جو السنيورة بان المشاركة ستكون جيدة ولو انها اقل من انتخابات 2018!
الديار