بين العادة والعبادة…. والاتكال على الله.
نقولا أبو فيصل*
يرى بعض الباحثين في علم الاجتماع أن العادة هي سرطان العبادة ، وأن المؤمن لا يحيا الا بالايمان وبمقدار ما يملك من حسن نية في تعامله مع الآخرين بمقدار ما تزداد مساحة النعمة في حياته وتتضاعف فرص زيادة حسناته , لذا وجب عليه الحذر من الخلط بين الصمت والجهل ، بين الهدوء والقبول ، بين الطيبة والضعف وبين الغباء والذكاء ، بين الوفاء والتبعية بين القناعة والذل وبين من هم مع الله وبين من هم اعداؤه.
ويبدو أن بعض اللبنانيين باتوا بحاجة لسنوات عديدة حتى يستعيدوا القدرة على التمييز بين العادة والعبادة وبين الشكل والجوهر وبين الظن والتأكيد، خاصة وأننا نعيش في مجتمعات لا تقيم للتدبر وزناً ولا ترهق نفسها بعناء البحث والدراسة ولا تستخدم مهارات وعقول شبابها في الوصول إلى الحقائق فضلا عن رفضها لغربلة وتنقية تراثها تحت حجج واهية وذرائع تافهة، اضافة الى مسألة التحرر من التبعية في البحث عن الحقيقة التي تعزز الفكر الصحيح وليس الجدل العقيم ! هذا على المستوى الفكري .
أما على المستوى الاقتصادي والمعيشي فقد تولدت لدي قناعة بأن شعب لبنان يشعر اليوم اكثر من اي وقت مضى مدى حاجته لاقتصاد منتج واصبح قادراً على التمييز بين الخطأ والصح وبين العادة بالاتكال على من يؤمن له الغذاء وقدرته على فعل ذلك بنفسه سواء بالزراعة أم بالصناعة والرد على كل المشككين بقدراته والاتكال على الله لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي والتحرر من التبعية والابداع في الصناعة والابتكار.
*من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤