جسر تشولوتيكا وإعصار ميتش جسور حياتية تصير بلا جدوى…
كتب نقولا ابو فيصل*
في العام 1998 ضرب إعصار من الفئة الخامسة جسر تشولوتيكا الذي قامت شركة يابانية ببنائه عام 1996 لمواجهه أقوى الأعاصير وبالفعل نجا الجسر من “إعصار ميتش” الاعصار الذي دمر منطقة البحر الكاريبي في عام 1998 وقتل 7000 شخص باستثناء الجسر، وقد غير الاعصار مسار النهر الذى صمم من أجله الجسر مما جعله عديم الفائدة”
ما حـدث لنهر تشولوتيكا وجسره تحوّل إلى مجاز يستخدم للدلالة على جسور حياتية كثيرة، تبنى وتشيّد ثم فجأة تصير بلا معنى أو جدوى.
هكذا نحن في لبنان جسور عدة بنيت بين أمراء الطوائف ورؤساء الاحزاب مطلع
التسعينات من إتفاق الطائف الى إتفاق مار مخايل وصولا الى إتفاق معراب ، مما جعلنا
نضع ثقتنا بحكامنا ونستثمر للاجيال القادمة في هذه البلاد ، ولكنه وللأسف صارت كل
هذه الجسور بلا جدوى بعد الاعصار او الزلزال الذي حصل مساء الرابع من شهر آب 2020
والذي غير المسار وأعادنا الى المربع الأول والدليل على ذلك أعداد الأساطيل
الحربية التي ترسو قبالة الشواطئ اللبنانية اليوم ، ولا أخفيكم قلقي حيث أتخيل
نفسي اليوم عشية العالم 1982 ويمكنكم العودة الى هذا التاريخ واستذكار الاجتياح
الذي حرق الاخضر واليابس ودمر البلاد .
رغم حجم القلق أنا لست خائفا ولست نادما لأني اتخذت لبنان وطنا نهائيا
، إنما أستشعر الخطر على البلاد والعباد ورغبت في الكتابة عن الموضوع ولأن الله
معنا أقول له دائما :
لتكن مشيئتك.
لبنان أرض الرب ولن تقوى عليه أمم العالم ، ولكل من يعتقد أن لبنان
لقمة سائغة، نقول له “تذكر كلام الرب لموسى حين نظر نحو جبال لبنان قائلا :
وهذا الجبل ؟ ليجيبه الرب :
أغمض عينيك هذا الجبل هو وقف لي، لن تطأه لا أنت ولا الذي يأتي من
بعدك
لبنان لن تقوى عليه قوى الاحتلال والشر والفتنة والفساد والصفقات
نحن هنا والله معنا ،إنه أمانة في أعناقنا وسوف ينهض ويتحرر من ظلم
ذوي القربى من حكامه الذين نهشوا لحمه ولا يزالون يتمسكون به عظاما ، وهم كالتماسيح
لم تذرف دموعهم حزنا على مجزرة العصر وعلى الذين سقطوا في تفجير مرفأ بيروت من
مئات الضحايا والاف الجرحى وتدمير وتضرر اكثر من ثمانين الف شقة سكنية ومؤسسات تجارية .
لكن هذا الوطن هو مثل طائر الفينيق سوف يعود الى الحياة وإن غدا
لناظره قريب
*رئيس تجمع الصناعيين في البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية..