بين تأنيب الضمير والكرامة الزائدة ..
نقولا ابو فيصل
غالباً ما أجد أن تأنيب الضمير يجعل الانسان يشعر أنه الشخص الأسوأ على وجه الأرض ،ولكن طالما ما زال يشعر بهذا التأنيب فهو من اصحاب القلوب النقية التي اصبح وجودها نادراً في أيامنا للاسف ، وتختلف الاسباب التي تجعل الانسان يشعر بتأنيب الضمير باختلاف الشخص واختلاف الموقف الذي يمر به، ويعد الخوف من جرح مشاعر الاخرين من ابرز الاسباب التي من الممكن أن تتسبب في هذا الشعور فيعاتب الانسان نفسه عن كل كلمة وكل فعل يفعله حتى ولو كان صحيحاً ومقتنعاً به لكن هذا الفعل ربما تسبب في غضب شخص ما حسب اعتقاده.
وهناك اشخاص يعاتبون انفسهم على تقصيرهم في أي واجب من واجباتهم، وهذا التقصير سببه المرور في حالة من الإخفاق في أمر ما، مثل الطالب الذي يقصر في دروسه فتكون النتيجة رسوبه في المدرسة وغيرها من المواقف ، وهناك أشخاص آخرون يعاتبون أنفسهم بسبب تقصيرهم في صلاتهم وهذا الأمر جيد ويشير الى خوفهم من الله ويعاتبون انفسهم لتقصيرهم في عبادته! وبالرغم من أن تأنيب الضمير أمر جيد ولكن في بعض الاوقات يصبح مرضاً ويجعل صاحبه مرهقاً عقلياً بصورة دائمة يردد صبحاً ومساءً عبارة “لو كنت فعلت كذا لصار كذا” وبالطبع هذا التفكير لن يغير شيئاً، ولا بد من التخلص من هذا النوع من التأنيب للضمير، وأن يتعلم الانسان تقدير ذاته وأن يصبح فخوراً بنفسه وبتصرفاته، كما يجب أن يتذكر الأمور الإيجابية التي قام بها والتي سوف تساعده لتحقيق أحلامه والوصول لأهدافه،
ولان الحياة تغيرت والناس تغيروا ايضاً فالمفروض بنا ان نتعامل مع بعضنا البعض بصورة ودية ، وان لا نعطي بعض البشر حجماً اكبر من حجمهم الطبيعي مما معناه أن نحترم انفسنا ونحترمهم كونهم بشراً فقط ،وأن نضع ضوابط لطريقة تعاملنا مع بعضنا لان الكرامة الزائدة والتقدير الزائد لم يعد يفيد مثل ايام الماضي وعلى المواطن اللبناني ان يرفع نفسه وان لا يقلل من قدره مهما ساءت اوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والمالية بصورة مؤقتة وظرفية وعليه ان يعامل الناس بما يستحقونه فقط.
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع