العماد عون والحملة عليه والرئاسة: الجيش أولاً وأخيراً
كتب داني حداد في موقع mtv:
يبدو كلام الساكن في اليرزة بعيداً جدّاً عن أجواء ما يُقرأ في الصحف، وخصوصاً ما يُسمع على لسان المحلّلين. من يلتقيه يخرج بانطباعٍ أنّ “رأسه في مكانٍ آخر”. المؤسّسة العسكريّة أولاً وأخيراً.
يتعرّض قائد الجيش الى حملاتٍ بألسنةٍ وأقلامٍ مختلفة. التوقيت لافت، قبيل الدخول في المهلة الدستوريّة لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة. لا شبهة فساد عليه، ولا يمكن استهدافه بزجّ الجيش في السياسة. هناك من اختار التصويب من باب انفجار المرفأ، على الرغم من أنّ الجيش قام بواجبه في هذا الشأن. ردّ القائد على طريقته في كلمته في قصر بعبدا، بمناسبة عيد الجيش، فكانت كلمة برسائل كثيرة.
يعرف العماد عون من وراء هذه الحملة، بالأسماء. ويعرف من وراءهم أيضاً، وهو يدرك، بالتأكيد، أنّ في زمن الرئاسة يكثر التجنّي، ويبدو واضحاً أنّ قائد الجيش يضع أولويّةً له هي المؤسّسة العسكريّة. من يقترب منها من السياسيّين تتوتّر علاقته به، ومن يبتعد عنها يلقى الاحترام والتعاون. هو متمسّك بصلاحيّاته التي ليست له، بل للموقع. اليوم قائد الجيش يُدعى جوزيف عون، وغداً سيكون اسمٌ آخر، لكنّ الموقع لن يتبدّل، فحذار هضم الصلاحيّات.
تحوّل عمل قائد الجيش، في جزءٍ كبيرٍ منه، الى سعي لتأمين المساعدات، وقد نجح العماد عون في تجنيب المؤسّسة الكثير من تداعيات الأزمة الاقتصاديّة والماليّة، وأمّن مساعدات للتسليح بالإضافة الى مساعداتٍ عينيّة وأخرى ماديّة توزّع مباشرةً على العسكريّين أو تُستخدم لتأمين الطبابة سواء في المستشفى العسكري أو في المستشفيات الخاصّة. وكلمة حقّ تُقال إنّ العسكريّين هم الأقلّ تأثّراً بالأزمة على صعيد الاستشفاء.
وتنتظر المؤسسة المزيد من المساعدات، من بينها مبلغ 67 مليون دولار أفرج عنه الكونغرس الأميركي أخيراً، بالإضافة الى وعدٍ عراقي بتأمين كميّة كبيرة من المازوت. كما أودع أكثر من شخصيّة دبلوماسيّة لائحة باحتياجات الجيش لتأمينها، من دون أن نغفل عن المساعدة القطريّة التي وُزّعت على العسكريّين.
أمّا رئاسيّاً، فيصرّ قائد الجيش على تحييد المؤسّسة عن هذا الاستحقاق. همّه الجيش، فقط لا غير.
ولكن، شاء العماد عون أم أبى فإنّ اسمه مطروحٌ بجديّة في الاستحقاق الرئاسي المقبل، وسيصبح مطروحاً أكثر إن بلغنا الفراغ الرئاسي كما هو متوقّع. ولكن، قبل الفراغ وبعده، يمنح قائد الجيش أولويّته المطلقة الى واقع المؤسّسة العسكريّة والعسكريّين. نكرّر: همّه الجيش.