الغارات الأميركية في سوريا تقلق روسيا..لتجنبها قناة الاتصال المباشرة
قُتل قيادي في داعش ب3 غارات شنّتها طائرات مسيرة أميركية جنوب مدينة تل أبيض التابعة لمنطقة عمليات “نبع السلام” شمال شرق سوريا. واستهدفت الغارات شخصاً على دراجة نارية في المنطقة المُسيطر عليها من قبل الجيش الوطني المدعوم من تركيا.
سلسلة غاراتوقال الناشط مهند العبد الله ل “المدن”، إن المسيّرة استهدفت بغارة أولى دراجة نارية يقودها شخص تشير الأنباء الأولية إلى أنه يدعى مصطفى العرودة قرب قرية حمّام التركمان جنوب مدينة سلوك بريف الرقة الشمالي، موضحاً أن الغارة لم تؤدِ لمقتله، وإنما بترت ساقيه فقط، تبعتها بعد فترة قصيرة غارتان أدّتا إلى مقتله.وأضاف العبد الله أن المعلومات الأولية تشير إلى أن العرودة يشتبه بتوليه لمنصب قيادي بارز في تنظيم “داعش”، لافتاً إلى أنها العملية السادسة التي ينفّذها التحالف في نبع السلام ضد شخصيات قيادية في التنظيم، كان أبرزها تصفية القيادي البارز عبد الحميد مطر المعروف بأبي عبد الله الرقاوي الذي أعلنت القيادة المركزية الأميركية عن مقتله بغارة جوية قبل نحو سنة في تشرين الأول/أكتوبر 2021.واشنطن توسع منطقة عملياتهايأتي الاستهداف بعد إعلان القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) في بيان ليل الخميس، مقتل عدد من قيادات داعش في شمال شرق سوريا، اثنان منهما في غارة جوية لم تُحدد مكانها بشكل دقيق، واكتفت بالقول إنها حصلت في شمال سوريا، وأدّت إلى مقتل أبو هاشم الأموي نائب والي داعش في سوريا إضافة إلى قيادي بارز آخر في التنظيم المتطرف كان برفقة الأموي.وأضافت القيادة الأميركية أنها شنّت ضربة جوية أخرى قرب مدينة القامشلي أدّت إلى مقتل راكان وحيد الشمّري المسؤول في تنظيم داعش والمعروف ب”تسهيل تهريب الأسلحة والنقل السري للمقاتلين”.وفي وقت سابق، قال العبد الله إن مقتل الشمّري الذي يدعى بأبي حايل البدوي، كان خلال إنزال جوي للتحالف الدولي في قرية ملوك سراي الواقعة ضمن تجمع القرى الموالية للنظام السوري، والتي تخضع لسيطرة الأخير في ريف الحسكة الشمالي.وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل الروسي إيغور سوبوتين إن هناك خطراً من توسيع الولايات المتحدة لنطاق عملياتها العسكرية في سوريا دون الرجوع للتنسيق مع روسيا، بعد تنفيذها الإنزال الجوي الأخير على “مقربة خطيرة من مواقع عسكرية روسية”.
تصفية حسابات روسية-أميركيةوقال سوبوتين في مقال في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، إن الإنزال الأميركي الأخير، يثير السؤال عمّا إذا كان “خط تجنب الاصطدام مع روسيا لا يزال يعمل” بالتزامن مع تصريحات القيادة الأميركية حول توسيع منطقة العمليات الأميركية في سوريا.وأوضح أن تردي العلاقة الأميركية-الروسية على خلفية الاحتكاك العالمي بينهما بسبب حرب أوكرانيا، “يعطي نشاط واشنطن المتزايد في مواقع قريبة من مناطق مسؤولية موسكو ودمشق المباشرة أهمية إضافية”. وهو ما أكده مصدر أميركي رفيع المستوى لوكالة “أسوشيتد برس” بقوله إن الولايات المتحدة “لم تستخدم خلال هذه الغارة ولأول مرة منذ فترة طويلة قناة الاتصال بين الجيشين، والتي تم إنشاؤها لمنع وقوع حوادث عرضية “على الأرض”.إلا أنّ المصدر الأميركي برّر ذلك قائلاً إن “التخلي عن استخدام خط الاتصال كان وليد الرغبة في التصرف بسرية وبسرعة، وليس رد فعل على الوضع في أوكرانيا”، وذلك بالتزامن مع نشر وكالة “فرانس برس” صوراً عن “غير قصد” لالتقاء دوريات عسكرية روسية- أميركية بالقرب من مدينة القحطانية بريف القامشلي، والتي تُعتبر دليلاً على أن “الوحدة الأميركية المنتشرة في سوريا ليست بصدد المواجهة مع الروس”.واعتبر الكاتب الروسي أنه على الرغم من إثارة صور الوكالة الفرنسية الحالية “انتقادات في الجزء الغربي من شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أن ظهورها أعطى أملاً، وإن يكن خجولاً، في ألا يصبح مسرح العمليات السوري مكانا لتصفية الحسابات بين موسكو وواشنطن”.