كتب نقولا أبو فيصل “بين المدير الناجح والمدير الفاشل” ارحمنا يا الله
تتطابق آراء العديد من الموظفين الذين عملوا مع مدير فاشل على ان العمل معه ممل للغاية ، ويعود السبب في ذلك الى كلامه السيء وغير المؤدب والى سرقة أفكار بعض فريق عمله ونسبها له ، والى تجسسه على موظفيه والتعامل معهم وفق مزاجه المتقلب ، وسعيه لان يرضخ الجميع لاوامره ، فيما المدير الناجح ينصح موظفيه ويحفزهم ، كلامه لطيف ومؤدب معهم ، يسعى لخلق فريق عمل من المبدعين حوله يعمل لتطوير خبراتهم ، يوجه موظفيه وفق قدراتهم ويتعامل معهم بتواضع ، يهتم لسماع رأيهم في العمل وانتقاداتهم لسير العمل….
في علم الادارة لا يوجد موظف فاشل وموظف ناجح..بل يوجد مدير فاشل ومدير ناجح..ومن حسن حظنا في لبنان انه لدينا في الادارة مدراء عامين من اصحاب الكفاءات المشهود لهم بها عالمياً ، على ان نجاح هؤلاء المدراء خلال انتشار كوفيد 19 في لبنان في التأقلم مع الوضع واستيعاب الكارثة ومراجعة الانظمة المرعية الاجراء ، وخلق المنصات الخاصة بالتجوال وطرق تلقي اللقاح وتكثيف اللقاءات الافتراضية عبر تطبيق zoom ،ساهم بشكل كبير في لجم الخسائر في لبنان مقارنة مع العديد من الدول الاوروبية وحتى الولايات المتحدة وغيرها ، ويعتمد هذا النجاح بشكل اساسي على كفاءة هؤلاء المدراء وامانتهم واخلاصهم كل فى مركزه ..
اضافة الى الكفاءة والخبرة والدراية العلمية كمؤهلات اساسية لنجاح هؤلاء المدراء في اعمالهم وهو موضوع بحثنا اليوم فان سبباً اساسياً لنجاح كل مدير في عمله يعود الى تربية هذا المدير في بيته وتعليم والديه له مخافة الله في عمله وان يكون مصدر رزقه حلالاً بعيداً عن الحرام ، واستطرادا نقول أعطوا المعلمين والقضاة واعضاء السلك العسكري والمدراء وموظفي القطاع العام حقوقهم كاملة من رواتب وتأمينات اجتماعية وصحية لائقة ، مع اعادة تحجيم اعداد هذا القطاع من 350 الف موظف الى 35 الف موظف وتشديد عقوبة المقصرين منهم ، وقيام التفتيش المركزي بدوره ومعه مجلس الخدمة المدنية ، فلا يعود هناك مدير ناجح ومدير فاشل بل السبب هو وجود منظومة فاشلة ونظام سياسي أفشل ، والخاتمة بقول شريف “إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم”
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء ٤