كتب نقولا ابو فيصل بين الراكب والمركوب … والشعب العظيم
بئس الراكب والمركوب فإن طغيانهما كان سبب هلاكهما ، وهكذا عندما يصعد الى القمة من لا يستحق فاعلم أن من رفعه حمار ، ومن زعم أن لا تسوية قادمة على المنطقة العربية وصولاً الى القوقاز ولا يزال يطل عبر الشاشات صبحاً ومساءً واصفاً نفسه بالمحلل السياسي او الخبير الاستراتيجي فعليه أن يذهب الى عيادة طبيب نفسي لأن الحروب لا تنشأ بين الراكب والمركوب أو بين الخادم والمخدوم!
ومع الأسف الشديد فإنه في لبنان لا حياة لمن تنادي وبات شعبنا شعباً منكوباً ، مسلوباً ، منهوباً ومركوباً ، يستمتع حكامه وجلادوه بنهب خيراته منذ ما يقارب 32 عاماً ، ومنذ ثلاث سنوات قامت ثورة في لبنان والسودان في وقت واحد ،هناك أجبر الجيش والشعب السوداني الرئيس البشير على التنحي ، وعندنا تنحى ثلث الشعب اللبناني وهاجر بعد ان فقد الامل او انه اقتنع ان التغيير يأتي من الخارج وليس من الداخل حسب ما تعودنا، ولعل ما قيل هو خير تعبير عن حالتنا “ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أنّ في هذي الجموع رجالاً”.
وكما أن الراكب مسؤول عن ادارته للبلاد فإن المركوب مسؤول ايضاً ، وبدون شك هناك مسؤولية كبيرة تقع على الشعب اللبناني فيما وصلت اليه الاوضاع من تردي ، لكن القول “الحق” على الشعب فقط صار تغطية لسرقة اهل السياسة بالشراكة مع حزب المصارف والحاكم بأمر المال ، والسبب ان بعض الناس وضعوا ثقتهم في هذه المنظومة الفاسدة فوق التصور والتي قادتهم في النهاية الى الانهيار لاسباب عديدة منها مفهوم الترهيب والترغيب بالدرجة الاولى ، لكنه بمفهومي فإنه عندما تتعرض الطائرة لخطر داهم تكون المسؤولية على القبطان والطاقم وحدهم ،ولا جدوى من أن يحرك الراكب ساكناً لينقذ نفسه ، ولا حيلة له سوى الصلاة للخلاص ، وهكذا حالنا اليوم وما علينا سوى الاستمرار في الانتاج والعمل والصلاة بانتظار الخير القادم !
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء ٤