كتب نقولا أبو فيصل “بين دولة فاشلة ووطن ضائع قوم لاقعد” محلك!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
يعتبر تصنيف لبنان دولة ً فاشلة يختصر واقعه كدولة عاجزة عن توفير الخدمات مثل الأمن والصحة والتعليم والبنية التحتية، وهي مرتبطة بالفشل الحكومي والاقتصادي. كما يُعبر توصيف لبنان ”وطن ضائع”، عن الشعور بالضياع أو فقدان الهوية الوطنية أو الانتماء الوطني بسبب الأزمات والتحديات التي يواجهها الوطن . وبغض النظر عن التصنيف والتوصيف فإن الوضع الحالي في لبنان يتطلب جهودًا جادة للتغلب على التحديات المتزايدة واستعادة الاستقرار والازدهار من قبل القادة والمواطنين على حد سواء، بالإضافة إلى دعم وتعاون من المجتمع الدولي.
بين الاعوام 1920 حتى 2020 شهد لبنان اسوأ مائة سنة من قيام الكيان اللبناني حيث ضربته المجاعة مرتين وعرف الإستعمار والإنتداب وعشرات الحروب، وإحتلالات بعضها مباشر والاخر بالواسطة ، قتل، تدمير، تهجير، هجرة، اغتيالات، فساد، عصابات، ميليشيات ، تمديد رئاسي ونيابي ، دستوران كل واحد منهما أفشل من الثاني، دولة فاشلة،مرقلي لمرقلك إلخ… ولا اذكر أن لبنان قد عرف في تاريخه غير الحكومات الفاشلة التي لا تعرف معنى إدارة دولة ، ويعود السبب في ذلك الى التحديات التي واجهت هذه الحكومات وجعلتها غير قادرة على تلبية احتياجات المواطنين الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، بالإضافة إلى الفشل في توفير الأمن والاستقرار وضبط المعابر البرية والبحرية الشرعية وغير الشرعية ومنع تهريب البضائع والبشر ، ولتحقيق تحسين في الوضع، يجب المبادرة الى اجراء إصلاحات جذرية في السياسة والاقتصاد، بالإضافة إلى تعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد.
وصولاً الى مشكلة النزوح السوري ، الذي تسبب بتفاقم الانقسامات الاجتماعية والسياسية في لبنان، فضلاً عن عدم الثقة في السلطة الحاكمة ، وهذا النزوح أثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد . كما أدى إلى زيادة الضغط على الموارد اللبنانية بما في ذلك السكن والخدمات الصحية والتعليم والعمالة، وإلى توترات اجتماعية واقتصادية. كما أثر سلباً على سوق العمل، حيث زاد التنافس على الوظائف وتقلصت الرواتب في بعض القطاعات نتيجة المزاحمة غير المشروعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين أدت إلى تحديات أمنية وصحية كبيرة ، بما في ذلك تفشي الأمراض والجريمة المنظمة. لذا يتطلب إدارة ملف النزوح السوري تعاونًا دوليًا وجهودًا مشتركة بين الحكومة اللبنانية والمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الكبيرة التي يواجهها اللاجئون والمجتمع المضيف قبل فوات الاوان وأكلهم الاخضر واليابس .
نقولا أبو فيصل
