بين الارثوذكس والكاثوليك ..”والابن”
نقولا ابو فيصل*
في دراسة للخلاف بين الطوائف المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية ، وجدت أن إضافة كلمة “والابن” لقانون الإيمان فيما يتعلق بانبثاق الروح القدس، كذلك رئاسة كرسي روما هما من أهم الأسباب اللاهوتية التي أدت إلى هذا الخلاف، وبالتالي فان الاختلاف هو في السياسة وليس في العقيدة. أما في الممارسة فان الكنيسة الارثوذكسية تتبع نظام البطريركية في الدول الكبرى ونظام الأساقفة في الدول الصغيرة ، بينما الكنيسة الكاثوليكية تتبع نظام الباباوية ومركزها كنيسة الفاتيكان في كاتدرائية القديس بطرس الرسول في روما ،وفيما الأرثوذكس يؤمنون بعدم عصمة السيدة العذراء والأباء القديسين نجد الكاثوليك يؤمنون بعصمة مطلقة من الدنس والخطايا ، وفي ما الأرثوذكس لا يؤمنون بخلاص ودخول الجنة لمن لم يعتنق المسيحية فان الكاثوليك يؤمنون بإمكانية دخول الجنة للمسيحيين عموماً وغيرهم من الأديان ، واذا كان الأرثوذكس يعتقدون أن التوبة سرٌّ بينهم وبين الرب الخالق فقط ، فان الكاثوليك كانوا يؤمنون بصكوك الغفران المعطاة من الأباء القديسين ومنحهم قطعاً من الجنة.
قديماً كان الأرثوذكس لا يتزاوجون إلا فيما بينهم ، ومن هم على عقيدتهم ،أما الكاثوليك فانهم يتزاوجون من جميع الطوائف ،وفيما يجوز الطلاق الأرثوذكس لعلّة الزنا ، فان الكاثوليك يمنعنون الطلاق مطلقاً مما دفع الغرب إلى الاتجاه نحو الزواج المدني لا الكنسي ، وفيما الكاهن الأرثوذكسي يجوّز له الزواج قبل رسامته كاهناً ، فان الكاثوليك يمنعون كهنتهم من الزواج مطلقاً ، وفيما يؤمن الأرثوذكس أن المسيح بطبيعة واحدة ومشيئة واحدة ، فان الكاثوليك يؤمنون أن المسيح بطبيعتين ومشيئتين اثنتين فواحدة بوصفه أنه الإله ، والثانية بوصفه أنه من البشر ، حتى خالفتهم الطائفة المارونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية لتقول أنه ذو طبيعتين اثنتين ولكن مشيئة واحدة لتمازج الطبيعتين ..
يبني الأرثوذكس كنائسهم في اتجاه الشرق ، لأن الله هو نور العالم ومصدر النور هو في الشرق ، ولأن المسيح حين صعد إلى السماء صعد باتجاه الشرق ! فيما الكاثوليك لا يلتزمون بالصلاة نحو الشرق ، وفي ما الأرثوذكس يؤمنون أن الروح القدس منبثق من الأب فقط دون الإبن فان الكاثوليك يؤمنون أنه منبثق من الأب والإبن معاً ،هذا اضافة الى العديد من الاختلافات الطفيفة في القداديس والصلوات والعادات مثل اكتفاء الكاثوليك بسكب كوب صغير من الماء على الراس اثناء عمادة الطفل بينما الأرثوذكس يغطسون الطفل كاملاً أثناء التعميد او ما يسمى الغسل الواجب لدخول المسيحيّة .
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية