التطبيع التركي مع الأسد:وزراء الخارجية يلتقون منتصف هذا الشهر
يلتقي وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد منتصف كانون الثاني/يناير الحالي، في تطور لافت لمسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، دفع الائتلاف الوطني السوري المعارض للمطالبة باجتماع عاجل مع المسؤولين الأتراك للوقوف عند آخر المستجدات.
وقال تشاووش أوغلو خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت، إن اللقاء الثلاثي الذي سيجمعه بالإضافة إلى لافروف مع المقداد، سيعقد منتصف كانون الثاني/يناير، مضيفاً أن اللقاء قد يحدث في موسكو أو دولة أخرى لم يحددها، حسبما ذكرت وسائل إعلام تركية.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، إن الوزيرين ناقشا خلال الاتصال خطط الوزارتين خلال العام القادم 2023، بما في ذلك تنسيق الخطوات من أجل تعزيز التسوية السورية.ويأتي الاعلان بعد اللقاء الثلاثي الذي جمع وزارة دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري إلى جانب رؤساء أجهزة الاستخبارات في البلدان الثلاثة في موسكو الأربعاء.
ولن يكون لقاء تشاووش أوغلو بالمقداد في حال انعقاده، الأول من نوعه منذ 2022، كما هو حال لقاء وزيري الدفاع، إذ سبق للوزير التركي أن أعلن عن لقاء قصير مع المقداد على هامش قمة دول عدم الانحياز في العاصمة الصربية بلغراد، في تشرين الأول/أكتوبر، وتأكيده خلاله على ضرورة تحقيق المصالحة بين النظام والمعارضة بطريقة ما.
لكن اللقاء المقبل، سيكون أول لقاء رسمي وينقل مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق إلى المستوى الدبلوماسي بعد العسكري والاستخباراتي، كما يمهد للقاء على مستوى الرئاسة الذي سيجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس النظام السوري بشار الأسد بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان أردوغان قد عرض على بوتين لقاء ثلاثي يجمعها مع الأسد، وقال إن اجتماعات أجهزة الاستخبارات سيتبعها لقاء على مستوى وزراء الدفاع ثم وزراء الخارجية على أن يتبعه لقاء على مستوى القادة.
وفي أعقاب تلك التطورات، تحرك الائتلاف السوري المعارض، حيث طالب الائتلاف السبت، باجتماع عاجل مع المسؤولين الأتراك للوقوف عند آخر المستجدات المتعلقة بمسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري.
وأكد الائتلاف أن “لا تغيير بمواقفه بشأن ثوابت الشعب السوري والثورة السورية ولا تنازل عنها”، موضحاً أن اللقاء سيكون بداية الأسبوع المقبل، وفق ما أفاد “تلفزيون سوريا”.
وعلى الرغم من مرور عدة أيام على اللقاء الذي جمع وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري في موسكو لأول مرة منذ 2011، إلا أن الائتلاف الذي يمثل المعارضة سياسياً لم يبدِ أي ردة فعل حول الاجتماع، مما سبب موجة غضب عارمة بين السوريين المعارضين للأسد.
كما غاب التنديد عن الفصائل العسكرية الممثلة بالألوية الثلاثة في الجيش الوطني، واقتصرت على بعض القياديين العسكريين بشكل فردي. لكن مؤسسات أخرى غير مرتبطة بالائتلاف أصدرت بيانات عبّرت عن رفضها للخطوة التركية في مقدمتها المجلس الإسلامي السوري وحكومة الإنقاذ في إدلب، الممثلة لـ”هيئة تحرير الشام”.
والجمعة، تظاهر عشرات آلاف السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في شمال وشمال غرب سوريا للتعبير عن رفضهم للتطبيع التركي مع الأسد، مؤكدين أنهم لن يصالحوا النظام تحت أي ظرف كان، وأي سبب، منددين بالصمت المطبق من قبل الائتلاف ومؤسساته بالخطوة التركية، وطالبوهم بالاستقالة.
كما عبر المتظاهرون عن غضبهم من تصريحات وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو الذي وصف المعترضين على خطوات تركيا تجاه النظام السوري بأنها “جماعات قليلة جداً، تحركت لمصالحها الخاصة”، معتبراً أن ممثلي المعارضة السورية “لم يبدوا أي رد فعل على خطوات أنقرة”.