منفذية راشيا في “القومي” كرّمت الراحل حمد زيتون أبو فاعور: نحتاج الى الرحابة الفكرية والسياسية والوطنية لكي نخرج من أزماتنا
أشار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور إلى “أن الراحل حمد زيتون ابو غيث كان رحبا وهذه الرحابة الفكرية والسياسية والاجتماعية والحزبية هي ما نحتاج اليها في مجتمعنا وفي وطننا، ونحن اليوم في ما نقاسي من مآسي لن ينقذنا إلّا هذه الرحابة، على أمل أن تسود بين أبناء الوطن لكي نخرج من أزماتنا.
وكانت منفذية راشيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي كرّمت الأمين الراحل حمد فارس زيتون في قاعة الأديب سعيد تقي الدين في مركز المنفذية، بذكرى أربعينه، باحتفال شعبي وحزبي حاشد.
حضر الاحتفال وفد قومي برئاسة الدكتور وليد زيتوني، إلى أسرة الفقيد الأمين حمد زيتون، مستشار رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط حسام حرب، النائب وائل أبو فاعور، على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي، وكيل داخلية التقدمي عارف ابو منصور، القيادي في حركة أمل محمد الخشن،ممثلو النواب حسن مراد، قبلان قبلان وشربل مارون، الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود، قائمقام راشيا نبيل المصري، قائمقام بعلبك السابق عمر ياسين،الأمين العام للحزب اللبناني الديمقراطي الدكتور وسام شروف على رأس وفد من الحزب، وعن “حزب الله” وحركة امل والاتحاد الاشتراكي العربي، رئيس التيار الشعبي الدكتور فواز فرحات، نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود، الشيخ زياد العريان، أمين سر المجلس المذهبي الدرزي المحامي نزار البراضعي ،منفذ عام الشوف راجح على رأس وفد حزبي، منفذ عام الغرب على رأس وفد حزبي، رجل الاعمال زياد دهام، ممثل المجلس الثقافي في البقاع الغربي وراشيا نبيل فارس،ووفود حزبية من منفذيات زحلة والبقاع الغربي وحاصبيا، أعضاء من المجلس المذهبي الدرزي، الشيخ أسعد سرحال، والنقابي اكرم عربي والمربي علي فايق، الشيخ بشير حماد، والشيخ أيمن شرقية، ورؤساء بلديات راشيا رشراش ناجي، كفرمشكي كمال السيقلي، دير العشاير احمد نصر، والدكتور أسد شرف الدين، ومختارا راشيا الشيخ احمد ابو منصور، وعين عطا علي أبو سعيد، إضافة إلى وفود حزبية وشعبية من منطقة راشيا وحاصبيا والبقاع الغربي وفاعليات تربوية وسياسية واجتماعية وبلدية واختيارية واقتصادية وإعلامية.
عرّف الحفل الإعلامي هاني سليمان الحلبي مرحباً، وتم عرض فيديو وثائقي عن الراحل لمدة خمس دقائق.
مهنا
تحدث الأمين توفيق مهنا باسم أصدقاء ورفقاء الفقيد، عائداً بالذاكرة عقوداً إلى الوراء في الزمن، معدداً نضاله، ومزاياه، “حيث شكل مسيرة مديدة من العمل الحزبي والاجتماعي والكفاح الطويل بين لبنان والولايات المتحدة”، منوهاً إلى ان “رعايته إنشاء مركز منفذية راشيا شكل استثمارا كبيراً يملكه الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الثالث على مستوى دول الهلال الخصيب”، معتبراً “غيابه عن مسرح العمل والحياة خسارة كبيرة لا تعوض”.
شرقية
وأشار الشيخ أيمن شرقية إلى نضال الراحل زيتون، طيلة عقود، من الزمن، “حيث انتمى إلى الحزب القومي في اول كانون الثاني 1949، وبعدها خاض المحاولة الانقلابية التي قام بها الحزب ضد السلطة الشهابية وعانى من سجونه، وبعد نشوب الحرب في لبنان غادر إلى المهجر ليسجل كفاحاً ناصعاً يعود وأسرته بعده إلى بلده ليبني مراكز ثقافية وبيوتا ومؤسسات تربوية”.
وقال: “إذا كان من ركائز القائد الناجح قيمتا (القوة والأمانة)، وهذا ما نص عليه القرآن الكريم في قوله تعالى (إنّ خير من استأجرت القوي الأمين)؛ ولذا فقد حاز فقيدنا الراحل على اللقبين معاً فقد استحقّ لقب القويّ إضافة الى رتبة الأمين، فكان (القويّ الأمين) قوياً في كفاحه وأمينًا على وطنه”.
ملاعب
وألقى الشاعر وائل ملاعب قصيدة أشار فيها إلى وحدة النضال القومي، عندما يجمع الإيمان بقصيدة واحدة القلوب والسواعد لنصرة قضية الامة بما يتجاوز البعد الشخصي والفردي.
أبوفاعور
أما النائب أبو فاعور فقال: “عندما دعاني الصديق الدكتور فارس زيتون الى المشاركة في احتفال التأبين هذا والى القاء كلمة، بالتأكيد شعرت بالحزن الشديد ولكن أيضاً شعرتُ بالتعزية الشديدة التي تبلغ حدود الفرح. الحزن هو على فقدان هذه الشخصية، هذه الشخصية المحببة، هذه الشخصية الأنيسة واللطيفة الودودة المنفتحة الواعية”.
وتابع: “العم أبو غيث هذا الرجل الذي أدّعي أنني على المستوى الشخصي كان بيني وبينهُ من الودّ والمحبة ما يرقى الى حدود الصداقة على رغم فارق العمر وفارق التجربة وفارق القدر وهو القادم من تجربة حزبية وسياسية ونضالية في الحزب السوري القومي الاجتماعي تجربة عريقة. العم أبو غيث كان يشبهُ هذا الوادي وادي التيم، هذا الوادي الذي انحاز الى الأفكار الكبرى والى الطموحات الكبرى، هذا الوادي الذي في منتصف القرن انحاز الى الفكرة والعم أبو غيث كان من أهل الفكرة، ولم يكن لا من أهل الغريزة ولا من أهل القبيلة ولا من أهل التعصّب، كان من أهل الفكرة. هذا الوادي انحاز الى فكرة أنطون سعادة وما حملته هذه الفكرة من طروحاتٍ راقيةٍ. وهذا الوادي إنحاز ايضاً الى كمال جنبلاط، وكمال جنبلاط كما أنطون سعادة كان فكرة وللأسف كالعادة هذا الشرق في مساوئه لكل فكرة مقصلة، فكرة كمال جنبلاط على رغم إختلافها عن فكرة أنطون سعادة وتمايزها وتباينها كانت فكرة ومقصلة أنطون سعادة على رغم تباينها واختلاف اسمها لا تختلف عن مقصلة كمال جنبلاط. العم أبو غيث مصدرُ فرحي وتعزيتي أن هناك من يحمل إرثه في عائلته الصغرى وفي عائلته الكبرى في حزبهِ السوري القومي الاجتماعي. العم أبو غيث كان صاحب انتماء حزبي واضحٍ صادقٍ معلنٍ، وهذا الإنتماء لم يعبر عنه بالكلمة بل عبّر عنه بالنضالات والتضحية، ولكن كان صاحب فكرةٍ فكرة قبول الآخر والانفتاح على الآخر”.
وقال: “أحياناً يعرف الناس بأحزابهم ولكن أحياناً تعرف الأحزاب بناسها. العم أبو غيث هو من الناس الذين يعرف الحزب السوري القومي الاجتماعي به ويعرف الحزب التقدمي الإشتراكي به وتعرف كل أحزاب وتلاوين هذه المنطقة به، لأنه كان يمثل روحية هذه المنطقة، في قبول الآخر في الإنفتاح على الآخر لم يكن صاحب عصبيةٍ ولا صاحب تطرف. وفي كل لقاءاتنا وفي كل تجاربنا وفي كل عملنا المشترك منذ العام 2005 في هذه المنطقة حيثما حل العم أبو غيث كانت تحل هذه الروحية. لم يكن يرى أعداء، أعداء الخارج ممكن لكن العم أبو غيث لم يكن يرى أعداء في الداخل، كان يرى صديقاً أو احتمال صديق كان يرى في كل الناس أصدقاء أو احتمال أصدقاء أو نظراء أو شركاء، لم يكن يرى أعداء، وأنا أقول بصراحة أن العم أبو غيث هو من الناس الذين وأنا لا أقرأ موعظةً على أحد، أنا أقرأ موعظةً على نفسي في إنتماءاتنا الحزبية والسياسة والفكرية ولا ننظر الى الآخرين إلّا نظرة ودّ. العم أبو غيث هو الذي ساهم إضافة الى آخرين في الحزب التقدمي الإشتراكي وفي الحزب السوري القومي الاجتماعي وفاعليات وشخصيات ومكونات أساسية في هذه المنطقة في إرساء علاقة الودّ على رغم الإختلاف وعلى رغم الخلاف بين أحزاب هذه المنطقة وبين مكونات هذه المنطقة، كان العم أبو غيث رحبا وهذه الرحابة الفكرية والسياسية والاجتماعية والحزبية هي ما نحتاج اليها في مجتمعنا وفي وطننا، ونحن اليوم في وطننا في ما نقاسي من مآسي لن ينقذنا إلّا هذه الرحابة. على أمل أن تسود هذه الرحابة بين أبناء الوطن لكي نخرج من أزماتنا.
وختم ابو فاعور: “التعزية لعائلة العم أبو غيث الصغرى ولعائلته الكبرى للرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي والتعزية لهذا الوادي، لهذا الحضور اليوم كما الحزن المقيم في كل بيت على رحيل العم أبو غيث. التعزية الوحيدة في أن نحفظ هذا الإرث وأن نحفظ هذا الميراث وأن نحفظ هذه الروحية.
زيتون
وألقى كلمة الأسرة نجله الدكتور فارس زبتون فقال: “سأعودُ بالذاكرةِ إلى ذاتِ اللّحظةِ بُعيْدَ مغربِ الثامنِ والعشرينَ من تشرينِ الثاني حينَ تلقيْتُ الرسالةَ الصّوتيّةَ – النبأ، جاءَ فيها أنّ شمسَ تسعينَ سنةً قد غابَتْ، وأنّ روحًا ْبكلِّ لحظاتِ شهيقهِا وزفيرِها، قد استسلمَتْ للمشيئةِ الحقّ، وأنّ عمادَ بنيانِنا الاساس، قد تصدّعَ وأشرفَ على السقوط … فتناديْنا على عَجَلٍ بعد دُنُوِّ الأجل، نسابقُ اللحظة نرجوها انْ تشدَّ بعقاربِ الزمانِ إلى الوراءِ الجميل، وتكاتفْنا إخوةٌ وأخوات، فرادى وجماعات، أصدقاءُ، أقرباءُ، جابرونَ للخواطرِ ورفاق. نَشْبُكُ ُالساعدَ بالساعد، ونضعُ اليدَ فوقَ اليدِ، نَذْرُفُ الدمعةَ، نَشُدُّ الهِمّةَ، فتقوى اللمةُ على رأبِ ما تصدّع… فأبي الراحلُ لم يَشِدْ منزلاً و بنياناً فحَسب بل بنى انساناً…. صالَ وجالَ، تَكَبّدَ المشاقَ لنفوزَ في سباقِ الحياة، وتحمّلَ الألمَ والفراقَ لنكونَ الأمل”.
وتابع: “أينما كانت روحُكَ الآن أيُّها الساكنُ في روحنا سلامٌ عليها… عندَ كلِّ مساءٍ وصباحٍ سلامٌ عليها، في كلِّ غَدوَةِ نورٍ ورواحٍ سلامٌ عليها، وسلامٌ عليك، سنفتقدُكَ، ونفتقدُ النّظرَ إلى حضورِكَ الجميلِ، ونشتاق إلى كلامِكَ الآسرِ، وتوجيهاتِكَ الحكيمة. وفيما أنا أمامكم ومعكم سأُخرجُ من جعبتي وصيّةَ أبي وقد كتَبَها بحبرِ تسعةِ عقودٍ، أمضى اكثرَها في العطاء الدائمِ، والتضحيات الجمّة، ووقفاتِ العزّ التي وقفتها كسنديانة شامخة من حرمون، وصيّته المثلى لم يَمهَرْها في محكمة، أو يُحصنْها في قانون، بل أودعها في خزائن ذواتنا وضمائرنا شاملًا كلّ قريب وبعيد، وقد جاء فيها :كونوا القومَ الصُلَحاءَ لمجتمعِكُم الصغيرِ والكبيرِ، للقريبِ والبعيدِ، قِفُوا معَهُ في سرّائِهِ وضرّائِهِ، في أفراحِهُ وأتراحِهِ، في حلوِهِ ومُرِّهِ..”
وشدد على أن “أعطُوا ما أوتِيتُم، وامنحُوا ما قدِرْتُمْ، من دون أن تميّزوا بين مذهبٍ أو طائفةٍ، ومنْ دونِ أن تتوقفِوا عند أيِّ انتماءٍ اجتماعيٍّ او سياسيّ، والتزموا بالقضايا الانسانيةِ، والاجتماعيةِ، والقومية. ونقولُها لكَ وانتَ في عليائِكَ سنظلُّ الأبناءَ الأوفياءَ لهذهِ الوصية وهذه الأقانيم، وسنبقى متابعينَ لرسالتِكَ التعليميّةِ في المنطقةِ التي أحببْتَ، وعبرَ مؤسستِكَ التربويّةِ التي انتميْت، حيثُ أردْتَها عنوانًا وسبيلاً لتنشئةِ جيلّ صالحٍ، ومتعلمينَ يعلوْنَ شأنَ وطنٍ وأمّةٍ…”
وختم: “باسمي وباسمِ عائلتي أتقدّمُ بالشكرِ العميقِ من الشخصياتِ الاجتماعية والدّينية والسياسيةِ والحزبية والعسكريّةِ والتربويةِ والثقافيةِ ومن الحضورِ الكريمِ فردًا فردًا على المشاركةِ في هذا الحفلِ التكريمي. قيلَ إنّ الرجلَ الكبيرَ لا ينتهي بمأتمٍ وأنتَ يا كبيرَنا لن تنتهيَ بتأبينٍ أو مأتمٍ او تكريم، لأنّ الكبارَ أمثالَكَ يكرّسونَ خلودَهُم في النفوسِ كما الغيثُ يغيثُ الأرضَ العطشى فيعُمُّ الخيرُ.”
زيتوني
المندوب المركزي للحزب القومي وليد زيتوني استذكر خمسين عاماً من تاريخ الحزب في منطقة راشيا “التي ستبقى قلعة من قلاعه. وكان زيتون أحد أعمدة التنظيم الحزبي إلى جانب كثيرين منهم هايل دهام وجميل العريان وجريس اللحام وكمال أبو لطيف، وأحمد حمود ورفيق سيف الدين، خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي”.
وأشار إلى ان “مصبغته في منطقة عين الرمانة كانت مركزا لتوزيع البريد الحزبي السري خلال عهد الطغيان بعيد المحاولة الانقلابية”. وإلى “قسوة الواقع الفاسد التي تتخبط فيه السلطة الرسمية سياسيا واقتصادياً ولا تعوّل في خططها إلا على قطاع النهب الدولي والمحلي، بانتظار ما يُسمّى خطة صندوق النقد الدولي وقروضه وهي ليست سوى استدراج لإحكام القبضة على الاقتصاد الوطني لمنعه من النهوض الفعلي”. وإلى “العجز السياسي والتشريعي عن إيجاد الحلول الكافية لمنع استشراء التحاصص الطائفي والسياسي والحزبي، كي لا تبقى الدولة متناتفة بين كواسر القوى المحلية، فضلا عن إخضاعها لكواسر الدول الخارجية، داعياَ القوميين إلى المزيد من العطاء والوحدة في ظرف عصيب تمر به الأمة في كل كياناتها وبخاصة في لبنان”.
وألقىيت قصائد شعرية من وحي المناسبة للشاعرين وائل ملاعب ونزيه أبوزور.
وبعد الكلمات تم وضع الحجر الأساس للوحة التذكارية التي ستقام في باحة منفذية راشيا تقديراً لعطاء الراحل زيتون.
ثم توجهت الأسرة وهيئة المنفذية في راشيّا وعدد من المشاركين إلى المدفن حيث وضع إكليل من الزهور بإسم االمنفذية وأخذ التحية الحزبية، بعدها مأدبة غداء عن روح الراحل في دارته في بكيفا.
عارف مغامس