أداء “ذكوري” لفرنسا في الملف الرئاسي اللبناني
من ظواهر الاستحقاق الرئاسي المؤجّل حتى إشعارٍ آخر أنّ سيّدتين أعلنتا ترشّحهما للمرة الأولى في تاريخ لبنان.
يُعتبر ترشّح كلّاً من ترايسي شمعون ومي الريحاني خطوةً متقدّمة على صعيد تثبيت حضور المرأة في الحياة السياسيّة اللبنانيّة، ويفتح نقاشاً حول ضرورة إعطاء فرصة للمرأة كي تشارك في الحكم، بدءاً من رأس الهرم، بعد أن “جرّبنا” الرجال طويلاً واختبرنا فشلهم.
لكنّ الغريب في الأمر أنّ دولةً مثل فرنسا كان يجب أن تتلقّف هذين الترشيحين وتدعمهما، أو أقلّه أن تمنحهما فرصةً لعرض أفكارهما كما فعلت مع مرشّحين آخر، صودف أنّ جميعهم من الذكور.
فهل باتت فرنسا، التي تحمل شعارات حقوق الإنسان والمساواة، متنازلةً عن قيمها من أجل مصالحها، خصوصاً أنّ تعاملها مع الملف اللبناني من منطلق المصلحة كان واضحاً، حتى بعد انفجار مرفأ بيروت، وهو تكرّس اليوم بوضوح في تعاطيها مع الاستحقاق الرئاسي؟
أم هل ستقوم فرنسا، ومعها الدول المشاركة في اللقاء الخماسي، بدعوة المرشّحتين الى الرئاسة، أو إحداهما على الأقل، الى باريس لمناقشة برنامجهما وفرص فوزهما، ودعم فكرة وصول امرأة الى رئاسة الجمهوريّة للمرة الأولى في بلدٍ عربيّ؟
mtv