يسوع المتألّم وآلامنا… والأمل
كتب داني حداد في موقع mtv:
هو مقالٌ صغير في يومٍ عظيم. كلمات قليلة تمزج ما بين الشخصي والعام. وفيه تحيّة الى أحد وجوه يسوع، المتألّم.
لا تُشعرك محبّة الآخر، وحدها، بألمه. يحتاج الأمر الى أن تتألّم. ألمُك يجعلك تشعر بآلام الآخرين.
يعطي يسوع، وهو الإسم الذي يُشعرك بشيءٍ من “الخوشبوشيّة”، درساً في تحمّل الوجع. نستذكر آلامه في هذا الأسبوع، وبعضنا في الأسبوع المقبل. انقسام الكنيسة معيب. بعض رجال الدين يعظنا عن المحبّة والوحدة، وهم في انقسام. وبعضهم في انفصالٍ عن الواقع. قرأت، منذ أيّام، خبراً عن ترؤس أحد البطاركة قدّاساً. كان لقبه، من دون اسمه، مؤلّفاً من ١٣ كلمة، بينما يُذكر اسم يسوع من دون ألقاب.
في يوم الجمعة العظيمة، “يترَوْحَن” الموجوعون. من يؤمنون به تألّم أيضاً، بإرادته. ضُرب وصُلب. ويعطي يسوع أيضاً، في يوم الجمعة المسمّى “عظيماً”، درساً في الترفّع على الألم. إن تألمتم كابروا. لا تفقدوا القدرة على الابتسام، ولا على العطاء، ولا على المحبّة.
إن تألّمتم كونوا مثالاً، مثل يسوع.
في هذا العام، أحبّ يسوع المتألّم أكثر من أيّ عامٍ مضى. أشعر بألمه أكثر من أيّ عامٍ مضى. وأتعاطف مع المتألّمين، خصوصاً أنّ كثيرين منهم لن ينالوا قيامةً بعد ثلاثة أيّام، ولا في أيّ يوم.
وفي هذا العام يتألّم لبنانيّون كثيرون بسبب ما بلغه حال البلد. فلنفكّر بهم اليوم، بدل تمتمة بعض النصوص القديمة في الكنائس. بماذا تنفع الطقوس ما دام الألم في النفوس؟ وليعش كلّ منّا ألمه الخاص، آملاً بقيامةٍ من أفكاره الرثّة وأحقاده الشخصيّة وأخطائه وخطاياه.
في بعض الكنائس نرنّم اليوم، وما أروعها بصوت فيروز: نسجد لآلامك أيّها المسيح، فأرِنا قيامتك المجيدة.
أرِنا قيامة لبنان، نأمل. قد يحتاج الأمر الى معجزة…