حين تعيدنا غاردينيا غران دور الى الزمن الجميل في ليلة عمر بتكريم الجيش وقائده!
!عارف مغامس
مساء الأول من آب، ليلة قمة في كل شيء، ليلة عمر خطفت الأبصار وأدهشت القلوب في اللحظة عينها، ليلة لا تشبه ليالينا العادية. ليلة من ليالي الزمن الجميل التي تشبه لبنان، هي حقا ليلة تكريم الجيش اللبناني وقائده العماد جوزاف عون في عيد الجيش الثامن والسبعين، في تلك القاعة التي جمعت المحبين للجيش، المؤمنين بالوطن، المسكونين بالمحبة، في قاعة أختمار في مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية في زحلة، بدعوة من تلك المجموعة ومن جمعية غاردينيا شارتي فونديشن، في وقت يدهش مؤسسهما رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا أبو فيصل الحضور بشغفه المعهود بضيوفه وبأدق تفاصيل الحدث، وهو العقل المخطط والمنفذ مع فريق عمله لتلك الأمسية الوطنية الغنائية الراقية والملتزمة، برعاية العماد جوزف عون، والتي احياها كورال الفيحاء بقيادة الفنان المبدع باركييف تسلكيان وجوقة العنقود بقيادة الفنانة المبدعة روزي غرة، حيث كان للون الغنائي المبهر الوقع الكبير في قلوب المشاركين في التكريم، وآلاف المتابعين في لبنان ودول الإنتشار عبر شاشات النقل المباشر للحدث الزحلي الوطني.وإذا كان الاستثناء كسرا للسائد والمألوف والمتداول في يوميات التكريم المعهودة، فاستثناىي كان نقولا أبو فيصل في صناعة هذا الحدث الفني الوطني الضخم، والذي أكد من خلاله لكل المشككين بقيامة هذا الوطن، ان لبنان بلد الحياة والفن والجمال، بلد الابداع والتميز والمواهب المتعددة، بلد العطاء والخير والتسامي، وان صناعة الحدث المتميز يحتاج الى إرادة وفعل وخيال ابتكاري. فكيف اذا كانت مناسبة تخص الجيش اللبناني الفذ. فكان لثقافة الصوت الغنائي دون موسيقى الأثر المميز عبر سمفونية يتناغم فيها سحر الصوت وسحر الحب مع سحر الآداء والانسجام والالتئام.أبدع كورال الفيحاء فرسم عبر الكلمة أجواء وردية، حيث أعاد الغناء الى بكارته، مشحونا بالاحساس، رهيفا برهافة الأثير، حيث لا حاجة ليتناغم مع الموسيقى التي عوضتها حناجر كورال يموج على تموجات قائد يوزع الانفاس علوا وانخفاضا شأوا وانقباضا، بين مد ولين، حتى لكأنه يقبض على اوتار ندية، فيقبض من خلالها على انفاس السامعين.وابدعت جوقة العنقود في تقديمها عصارة الفن الجميل بكؤوس مملوءة حنوا ونغما ورشاقة من باقات زهر ونفح طيب وقائدة، تمسك بقيثارة تلك الحناجر الغضة وهي تعانق سمفونية الاطفال المتماهية مع إيقاع الاعماق.باقات غناء اعيد توزيعها لكأن السامع يقول لماذا لم نسمعها قبل أمسية أبو فيصل بهذا الجمال الرائع والآداء المميز، لتحسب انها ولدت من جديد، وليست تقليدا لأصلها الإبداعي المميز.يسكرك نقولا أبو فيصل بخيارات صائبة دون حاجة الى خمر، يكفي ان خمر محبته بشغف للاطفال وللناس، يفيض ألقا ويتسامى عبقا، هكذا دون ان يتعب .واستثنائي كان ابو فيصل في دعوة الإعلامي المتألق والمتبحر في فن صناعة الكلمة الموحية والشجاعة والمرهفة الأستاذ ماجد ابو هدير الذي كان لوقع كلماته في قلوب المستمعين والمشاهدين، وقع الغيث يروي ظمأ العطاشى لهذا الفيض الشعوري المشبع بالوطنية وبالاحساس وبقيم الجبل.واستثنائي كان نقولا أبو فيصل باستحضار الفنان شادي مارون ضيف شرف من طينة وطنية مشرفة، ومن قماشة المبدعين الكبار، حيث استطاع بدقائق قليلة ان يأسر القلوب بفن ظريف لطيف، أضاف لمسة فرح وسعادة على تلك الأمسية الهادئة الجميلة.وفي ختام الامسية التي نقلها مباشرة على الهواء تلفزيون تليليميار نور سات وتلفزيون زحلة ، قدّم ممثل قائد الجيش والى جانبه الاستاذ ابو فيصل الدروع التذكارية الى كورال الفيحاء وجوقة العنقود والاعلامي ابو هدير، بحضور ضيف الشرف في الامسية الفنان شادي مارونمشهدية التكريم الوطنية ختمها أبو فيصل بمشهدية ايمانية من خلال جولة مفعمة بالمحبة والإيمان في الكنيسة المتفردة في هذا الشرق بملاصقتها مصنعا يوزع المذاق اللبناني على العالم ، لتغذي الروح لكل قاصديها من داخل المجموعة ومن خارجها كنيسة القديس نيقولاوس.