التقى لودريان لساعتين .. النائب غسان سكاف يكشف لـ القبس: فرنسا لا تريد رئيساً يكرِّس الانقسام والتطورات الخارجية ستفضي إلى انتخاب رئيس للبنان
بيروت – أنديرا مطر
قبل وصول الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت ظهرت مبادرة موازية تركز على الحوار كمدخل لانتخاب رئيس جمهورية. هذا الأمر زاد الغموض حول الحوار ومساره وأهدافه وأرجع الفرقاء إلى متاريسهم.
النائب المستقل غسان سكاف يبدي تفاؤله بقرب إنجاز الاستحقاق؛ لأن الظروف مواتية اليوم أكثر من أي وقت نتيجة متغيرات دولية دفعت فرنسا إلى التراجع عن مبادرتها الأولى.
وأبدى سكاف تفاؤلاً باعتبار أن كل التطورات الخارجية ستفضي إلى رئيس، وأن حظوظ اختراق الأزمة الرئاسية باتت أفضل لكن يبقى على اللبنانيين التقاط الفرصة.
يقول النائب غسان سكاف لـ القبس إن الموفد الفرنسي أكد له أن «فرنسا لا تريد رئيساً يكرِّس الانقسام»، مشدداً أنه يعمل تحت مظلة اللجنة الخماسية، ويؤكد على جهوزية قطر لتسلُّم الملف في حال تعثر لودريان في مهمته، وذلك بتنسيق وتفاهم مع السعودية.
وفي حوار خاص مع القبس، كشف سكاف أنه اجتمع بلودريان لمدة ساعتين تخللهما غداء عمل بحضور السفير الفرنسي، وفحوى الاجتماع تختزل بعبارة قالها لودريان بكل وضوح: «فرنسا لا تريد رئيساً يكرِّس الانقسام».
مضيفاً:«نحن في مرحلة تنقيب عن الغاز بالتوازي مع تنقيب عن الرئيس، دخلنا في الشهر الـ11 من الفراغ الرئاسي، في الأشهر التسعة الأولى لم يكن لبنان أولوية بالنسبة للخارج، وقمنا بمحاولات لإبقاء الملف الرئاسي بالداخل واستخدام نظامنا الديموقراطي من أجل انتخاب رئيس وليس تعيينه، فكانت جلسة 14 يونيو الشهيرة (فرنجية – أزعور) والتي كرّست معادلة جديدة وأعطت دوراً متقدماً لأفرقاء الداخل بانتخاب رئيس.
وأردف سكاف أنه نتيجة استمرار العقم الداخلي خرج ملف الرئاسة مجدداً من يد اللبنانيين؛ ليصبح بيد التفاهمات الإقليمية والدولية. حتى توقيت الاستحقاق أصبح خارجياً.
متغيرات إقليمة ودولية
وقال سكاف إنه منذ جولة لودريان الثانية في يوليو حصلت تطورات إقليمية وفرّت حظوظاً أفضل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ورفعت لبنان في سلم أولويات الدول. منها أن الهامش بدأ يضيق أمام فرنسا بعد تلقيها الهزيمة تلو الأخرى من أفريقيا إلى ليبيا، ولم تعد تحتمل فشلاً جديداً في لبنان، الذي هو بوابة فرنسا للشرق الأوسط.
ولفت سكاف إلى ان المبادرة الفرنسية الأولى فشلت نتيجة مقاربة خاطئة وجهل بالتركيبة اللبنانية. فغالباً ما تلعب السياسة الخارجية الفرنسية بين هوامش الاستثمارات من دون عمق سياسي واضح. واليوم نحن ذاهبون إلى خيار ثالث، على أن يسبقه حوار في المجلس النيابي حول من هو الأفضل ومن يستطيع أن يأتي بدعم خارجي لبنان بأمس الحاجة إليه.
الدور القطري المكمل
وحول الدور القطري، قال سكاف لـ القبس أن هناك جهوزية قطرية للدخول على خط إيجاد الحلول إذا تعثرت مهمة لودريان لأي سبب. مبدياً اعتقاده أن لبنان لن يُترك وحيداً، وستكون قطر البديل المحتمل الجاهز لتلقف المبادرة الفرنسية، كونها تستطيع أن تلعب دور الوسيط الناجح نتيجة دورها في المنطقة مقروناً بموارد مالية ضخمة وعلاقات ممتازة مع الأميركيين والإيرانيين. مردفاً أن القطريين يؤكدون «أنهم يعملون تحت المظلة السعودية».
ولفت سكاف إلى أن الموفد القطري سيصل اليوم (الإثنين)، وأن موقف القطريين واضح بانهم لا يعملون وفق أجندة خاصة بل تحت مظلة اللجنة الخماسية.
حظوظ قائد الجيش
ولفت سكاف إلى أن قطر أعلنت دعمها قائد الجيش جوزيف عون، وهي تعتقد أنه يجمع اللبنانيين. ولودريان أحيا هذا الدعم بالقول إنه يريد رئيساً يجمع اللبنانيين.
وحول اجتماع النواب السنة مع لودريان في دارة السفير السعودي بحضور مفتي الجمهورية، قال سكاف إنه يقرأ هذا اللقاء من زاويتين: أولاها إثبات الدعم السعودي لمبادرة لودريان والقول إنه يعمل تحت مظلة اللجنة الخماسية، والأخرى القول إن الطائفة السنية تتحرك تحت رعاية المملكة وبغطاء من مفتي الجمهورية.
وعن عودة لودريان، قال سكاف إن الموفد الفرنسي أبلغهم أنه عائد نهاية الشهر الجاري أو مطلع أكتوبر، في هذه الأثناء، سيطلع اللجنة الخماسية في نيويورك غداً (الثلاثاء) على حصيلة مشاوراته مع الأفرقاء اللبنانيين والذي سيكون على مستوى وزراء الخارجية، وقد يصدر بياناً يجدّد دعم لودريان في مهمته المقبلة.
دور الكويت التاريخي
وحول زيارته الأخيرة إلى الكويت ومطالبته بانضمامها إلى اللجنة الخماسية حول لبنان، لفت سكاف إلى أنه التقى قبل أسبوع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد الذي أبدى استعداد الكويت مساعدة لبنان على كل الصعد بعد انتخاب الرئيس، وكذلك وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي لبحث دعم مرضى السرطان في لبنان.
وأضاف سكاف لـ القبس: «تترجم الكويت المحبة والدعم الدائمين بشتى أنواع المساعدات المالية والإنسانية، وهذا يعكس عمق العلاقة الأخوية بين البلدين». لافتاً أنه «خلال اجتماعه بالشيخ أحمد الفهد جرى استعراض الأدوار التاريخية للكويت في لبنان بدءاً من بناء الصوامع في مرفأ بيروت في 1968، والتي لولاها لكان عدد الضحايا تضاعف عشرات المرات، وبهذه المناسبة قلت لوزير الدفاع لولا الصوامع ما كنت بينكم اليوم في الكويت، لأن بيتي مجاور للمرفأ وأصبت بجروح من جراء الانفجار».
كما نوه سكاف بدور الكويت التاريخي أواخر الثمانينيات ومشاركتها في أعمال اللجنة العربية التي أدت إلى اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الأهلية، من دون أن ننسى المبادرات التي قام بها الأمير الراحل صباح الأحمد الصباح حين كان وزيراً للخارجية، ومساهمات الكويت الدائمة في مؤتمرات الدعم الدولية للبنان إلى مساعدات القروض الميسّرة عبر الدور الانمائي الفاعل للصندوق الكويتي للتنمية والتي تخطت مليار دولار.
كما لفت سكاف إلى آخر المبادرات الكويتية التي تجلت بمبادرة وزير الخارجية السابق الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح من خلال الرسالة الكويتية الخليجية التي تضمنت إجراءات وأفكاراً لبناء الثقة مجدداً مع لبنان وأخذت بعداً دولياً أوسع بطلب مجلس الأمن من لبنان الالتزام بالمطالب نفسها التي تضمنتها المبادرة الكويتية، كما فتحت الباب أمام تلاقي الدول الخمس في باريس أولاً ولاحقاً في الدوحة بإنشاء اللجنة الخماسية.
مؤكداً أنه إزاء المواقف التاريخية للكويت فمن الطبيعي أن تكون ضمن أي تحرُّك إقليمي ودولي يتعلق بلبنان
https://www.alqabas.com/article/5920318 :إقرأ المزيد