كتب نقولا أبو فيصل “السجاد الأرمني إبداع في النقش والتطريز”
من كتاب “أرمينيا موت وحياة تتجدد”
Armenia death and life renewe
يمتهن العديد من الشعوب صناعة السجاد، لكن السجاد الأرمني يعتبر واحداً من أفضل انواع السجاد في العالم , وكان أفضل هدية للملوك والحكام , وهو احد رموز الثقافة الوطنية في أرمينيا ، ومن اهم مصادر الدخل لسكانها . بدأت ارمينيا في صناعة السجاد منذ زمن بعيد ، إذ يُعتبر الأرمن من الشعوب القليلة التي بدأت في صناعة الغزل منذ أكثر من ألف سنة قبل الميلاد ، ونتيجة الحفريات تم اكتشاف آلاتٍ تعود الى القرن الثالث والرابع قبل الميلاد تمّ استخدامها في صناعة السجاد ، كما تم إكتشاف قطع من السجاد يعود تاريخها إلى الألفين الثاني والأول قبل الميلاد . واستمرت ارمينيا في هذه الصناعة حتى بعد دخول المسيحية اليها لتحتل مكانة كبيرة داخل الكنيسة الأرمنية بتصاميم خاصة غاية في الروعة يتخللها اللون القرمزي دائماً. ومن ميزات السجادة الأرمنية ان صوفها مصبوغة بأصباغ طبيعية من صوف الاغنام وماعز الأنجورا التي تتربى في جبال ارمينيا، ويسمي الاجانب وخاصة الفرس العقدة المزدوجة التي ينسج بها السجاد الأرمني بالعقدة الأرمنية”
ويشكل فن الإبداع في صناعة السجاد الأرمني قمة في عدم تكرار النقوش ، وهذا مرتبط بالصوف العالي الجودة وتعدد أنواع الصبغات وخاصة اللون الأحمر الذي تم الحصول عليه من دودة القرمز الموجودة في أرمينيا ،كما كان الفنانون الأرمن فريدين دوماً في مجال النقش والتطريز ، ولم يكرروا إطلاقاً نفس العمل , على إن حوالي اربعة آلاف صورة مزينة بالصباغ الأرمني يتم المحافظة عليها في الماتيناداران. وإلى جانب ذلك فإن نوع السجاجيد ومقاييسها وسمكها كانت تعكس صورة الطبيعة في أرمينيا . كما أن الباحث المعروف “ماركو بولو” قد إندهش من السجاد الأرمني بالقول “إنها أجمل السجاجيد في العالم”والسجاد الارمني هو نتاج تلاقي الحضارات الشرقية القديمة في أرمينيا التي تقع عند مفترق الطرق التجارية بين الغرب والشمال والجنوب المعروفة بطريق الحرير من الصين الى اوروبا
ويعتبر تصميم السجاد الأرمني وزخرفاته من أجمل الزخارف على الاطلاق والتي تعبر في الحقيقة عن ذوق الشعب الأرمني من ناحية الألوان والأشكال الهندسية والرموز. وهناك زخارف وتصاميم خاصة بكل منطقة في أرمينيا ويعد سجاد آرتساخ “ناغورني كاراباغ” من أشهر أنواع السجاد الأرمني الذي اعتمد عليه الأرمن في دخلهم حيث دّر الكثير من المال للعوائل التي عملت في هذا المجال.. ويعتمد الاقتصاد الأرمني حتى اليوم بشكل لا يستهان به على تصدير السجاد الى كثير من دول العالم، ويمكننا العثور على السجاد الأرمني الذي يعود الى القرون الوسطى في متاحف أوروبا.. وتعتبر سجادة اليتيم الأرمنية والمعروفة أيضاً بإسم سجادة أيتام غزير، هي سجادة على الطراز الأرمني منسوجة من قبل أيتام الإبادة الجماعية للأرمن في غزير لبنان ، وقد استغرق صنع السجادة ثمانية عشر شهرًا وتم شحنها في العام 1925 إلى الولايات المتحدة هدية للرئيس الاميركي كالفين كوليدج.
بحث نقولا ابو فيصل