ظافر ناصر: اننا في مرحلة تحتاج منا جميعا الترفع عن الصغائر السياسية الداخلية
أكد أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر “اننا في مرحلة تحتاج منا جميعا الترفع عن الصغائر السياسية الداخلية، ففلسطين تجمع، ومواجهة العدو الإسرائيلي تجمع، وموقف الرئيس وليد جنبلاط الحاسم اليوم، ليس الا خلاصة لإيماننا بفلسطين وقضية شعبها المحقة، وهنا لا حياد في الموقف، فالموقف واضح، والموقع واضح أيضا الى جانب حق الشعب الفلسطيني”.
كلامه جاء خلال ذكرى مرور اسبوع على وفاة المناضل في صفوف الحزب التقدمي الاشتراكي ابو فراس أمين نور الدين في حسينية بلدة سحمر في البقاع الغربي بحضور القاضي الجعفري الممتاز الشيخ اسد الله الحرشي، عضو المجلس المذهبي الدرزي الشيخ أسعد سرحال، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي عارف ابو منصور مع وفد من وكالة الداخلية وعلماء ومشايخ وفاعليات واهالي البلدة وعائلة الراحل.
بعد آيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ حسام قمر، تحدث وكيل مفوض الإعلام في التقدمي في البقاع الجنوبي عارف مغامس، فقال: “من دواعي الاعتزاز والوفاء أن نقف اليوم في أسبوع رجل المواقف والوفاء، رجل الكرامة والعزة والإباء، المرحوم المناضل أبو فراس أمين نور الدين، الذي ما غاب يوما عن واجب وكان اسما وفعلا أمينا على المبادئ وعلى مسيرة الشهيد الكبير المعلم كمال جنبلاط، فكان في حياته وفي ممارسته للعمل السياسي والاجتماعي والنضالي نورا من نور، ورسول محبة وسلام وطمأنينة، ومن رعيل المؤسسين في الحزب التقدمي الاشتراكي يوم انحاز الى المعلم كمال جنبلاط مؤمنا بمبادئ حزبه وبالقضية التي ناضل واستشهد من اجلها كمال جنبلاط قضية فلسطين والعروبة، وها هي فلسطين اليوم تنتصر لقضيتها بإرادتها وهويتها ومقاومتها للعدو الاسرائيلي الذي يرتكب كل يوم أبشع المجازر وجرائم الحرب في غزة الابية غزة الصمود وفي لبنان، فلسطين التي تولد من جديد لتقول للعالم بشهدائها وابطالها واطفالها أننا اصحاب حق واصحاب أرض وهوية وسننتصر على هذا الكيان السرطاني المجرم الذي ارتكب بالامس ابشع مذبحة منذ عشرات السنين في مستشفى المعمداني”.
أضاف: “ابو فراس من رعيل المناضلين الأوائل ومن بلدة المناضلين بلدة سحمر الابية، التي قدمت الشهداء بلدة الشهيد حمودي الخشن وعشرات الشهداء المقاومين، أبو فراس من قماشة نادرة في التزامه ومحبته ووفائه وتضحياته من الذين ليس على صدورهم قميص، ومن طينة الشرفاء الأقوياء في نفوسهم. ابو فراس القامة الوطنية والاخلاقية والنضالية واليوم في اسبوع غيابك الحزين يغيب الرجل وتبقى الرجولة وانت صاحب مواقف لا تغيب واطلالة لا تنسى، ستبقى في بلاغة غيابك حضورا دائم التوهج وعلما من اعلام الصدق وخير من حمل أمانة”.
الحرشي
ثم تحدث الحرشي فقال: “بعدما عشنا اجواء المقاومة في لبنان تلك التي أسسها الكبار من قومنا في وطننا سواء أكان في ذلك الإمام موسى الصدر او كان في ذلك الرئيس الكبير كمال بك جنبلاط او غيرهم ممن أسسوا لهذه المقاومة ودعوا اليها ونظروا لها ووقفوا الى جانبها وأعطوها من وقتهم ومن حياتهم، كيف ان هذه المقاومة فعلت فعلها وأصبحنا نحن الذين نمشي في هذه الآثار ننظر الى إسرائيل على أنها صغيرة وضعيفة مهما كبرت. المقاومة الاسلامية في حربها في لبنان في مراحلها التي استطعنا من خلالها تحرير بيروت والجنوب والبقاع الغربي انتصرت بفضل توحدها وبفضل وقوف الشعب معها واستطاعت ان تهزم هذا العدو الشرس”.
وتوجه الى الراحل فأشاد ب”صدقه والتزامه وايمانه وحسن جيرته ومناقيبيته وقيامه الدائم بواجباته الدينية والاجتماعية، وبمسلكه الذي يعبر عن خصاله الحميدة وانفتاحه ومحبته للناس ومحبة الناس له”.
ناصر
من جهته قال ناصر: “نأتي إليك أبو فراس بتحية وفاء لرفيق عزيز، خلاصةُ رحلة عمر الإلتزام والثبات والنضال والكفاح في سبيل ما آمنت به من خلال حزبك. أبو فراس، أنت ابن جيل فلسطين، ممن آمن وعمل بوصية المعلم الشهيد كمال جنبلاط، بأن فلسطين هي القضية والوصية والهوية. وهكذا استمريتم واستمرينا مع الرئيس وليد جنبلاط، وهكذا باقون مع الرفيق تيمور جنبلاط. وما موقف الرئيس وليد جنبلاط الحاسم اليوم، الا خلاصة إيماننا بفلسطين وقضية شعبها المحقة. وهنا لا حياد في الموقف، فالموقف واضح، والموقع واضح أيضا الى جانب حق الشعب الفلسطيني. أبو فراس انت ابن الجيل الذي كافح وناضل لأجل الحلم بلبنان الديمقراطي اللاطائفي المتنوع. فكنتم جيل النضال لأجل التغيير الحقيقي من خلال مشروع الحركة الوطنية اللبنانية. هذا اللبنان يا رفيق أبو فراس، لا زلنا نصر عليه، لبنان الواحد لا لبنانان، لبنان التنوع، لبنان الحوار، فيه أصل التفاعل بين أبنائه”.
أضاف: “بقدر ما هو مرفوض في هذا الظرف أي تصرف يسيء للقضية من خلال تحرك أو إعتصام، حتى لو كان مشروعا، من خلال الإضرار بالأملاك العامة وأرزاق الناس أو المؤسسات، فإنه لمرفوض بشكل مطلق تلك اللغة، وتلك الثقافة التقسيمية التي تقارب العنصرية إذا لم تكن كذلك. فلبنان الذي نريد هو لبنان الذي يشبه التزامك وقناعاتك الوطنية، لا ثقافة لبناننا ولبنانكم، مناطقنا ومناطقكم، أو ثقافة لا تشبهنا ولا نشبهكم. فنحن في مرحلة تحتاج منا جميعا الترفع عن الصغائر السياسية الداخلية، ففلسطين تجمع ومواجهة العدو الإسرائيلي تجمع، وسيأتي اليوم الذي نستطيع فيه أن نختلف على هذه القضية أو تلك”.
وتابع: “التحية لك أبو فراس، عنوان جيل المقاومة، أنت وأقرانك من جبهة المقاومة اللبنانية، إلى أفواج المقاومة اللبنانية أمل وصولاً إلى المقاومة الإسلامية وتضحياتها، وليس آخرها الشهيد علاء الدين من سحمر على درب التضحية التي اعتادت سحمر وأهلها والمنطقة عليه، فكانت دوماً قلعة من قلاع المواجهة والبطولة. جيلكم يا أبو فراس جيل إسقاط السابع عشر من أيار، يوم عقدت قيادة المواجهة للرئيس وليد جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية وللرئيس نبيه بري وحركة أمل وكوكبة من الوطنيين، فكان النصر بداية جديدة لجيل جديد من المقاومين. ابو فراس التحية لك من حزبك تحية الوفاء والاعتزاز بك رفيقاً مناضلاً، وكل العزاء للعائلة الكريمة وللأهل في سحمر الأبية”.