كتب نقولا أبو فيصل “طبخ الميرون وسّر المعمودية عند الارمن”
“من كتاب “أرمينيا موت وحياة تتجدد”
Armenia death and life renewe
تسجل الكنسية المسيحية أن أول إستخدام للميرون تم عندما حفظ تلاميذ المسيح الحنوط الذي كفن به جسده وأذابوه مع الطيب الذي أحضرته النساء في زيت الزيتون الصافي، وصلّوا عليه جميعًا وقدموه في علية صهيون وصيروه دهنًا مقدسًا خاتمًا للمعمودية ،وشددوا على أن يقوم خلفاؤهم رؤساء الكهنة بإضافة زيت الزيتون والطيب والحنوط لما تبقى من الخميرة حتى لا ينقطع وبحسب العقيدة المسيحية ومع سر الميرون المقدس ينال المؤمنون قوة روحية تمكث فيهم إلى الأبد وتساعد على نموهم روحياً ، وقد بدأ هذا السر “بوضع الأيدي” مثل وضع البطريرك او المطران او الكاهن يديه على الشخص ، ثم سمي بسر الميرون أو المسحة لأنه يتمم المسح بزيت الميرون ، وهو السر الثاني من الأسرار السبعة في الكنيسة بعد سر المعمودية. وفي المسيحية تمارس معمودية الأطفال ويُنظر إلى التثبيت على أنه ختم العهد ويعتبر بمثابة سر مقدس .
وفيما كان سّر المعمودية يتم بوضع اليد على المعمدين من قبل تلامذة المسيح ، الذين لم يعد في إمكانهم التنقل من مكان لأخر بعد الانتشار الكبير للمسيحية حيث حل الميرون المقدس محل وضع اليد. ويتكون الميرون من إضافة سبعة وعشرين مادة مستخلصة من زيوت عطرية وزيت الزيتون العالي النقاء، وتجدر الاشارة الى ان الكنيسة كانت تعتمد على الطريقة التقليدية التى تستخلص بها تلك الزيوت من أصولها النباتية بحيث تقوم بإجراء بعض العمليات الكيميائية مما يستهلك وقتاً كبيراً ومجهوداً كثيراً بالإضافة إلى الهدر الذى يصل إلى 30% بتطاير المواد العطرية أثناء التسخين حتى بدأت الكنيسة الأرثوذكسية فى استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة فى تطوير عملية إعداد الميرون حيث يتم توفير تلك الزيوت العطرية النقية من عدة شركات عالمية وزيت الزيتون من الأديرة، مع ممارسة الطقس الكنسي من القراءات والألحان والصلوات وطبقت هذه الطريقة في العام 2014 (المرة الـ 38 فى تاريخ عمل الميرون) بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الأسلوب الجديد حيث أعلن البابا تواضروس الثاني في العام 2017 إنه تم تصنيع 600 كيلوغرام من زيت الميرون المقدس لتستخدم في كل ابرشيات الكنيسة الأرثوذكسية داخل وخارج مصر، إبان تصنيع الزيت المقدس للمرة 39 فى عهده.
وفيما تمت الدعوة من غبطة كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس ارام الأول للمشاركة في صلوات طقس زيت الميرون للكنيسة الارمنية الارثوذكسية الذي يجري تبريكه مرة كل سبع سنوات ، وتقوم الكنيسة بالتحضير لإعداد كمية جديدة من زيت الميرون المقدس نظرًا لقرب نفاذ الكمية المتبقية منه، وقد أعلن قداسة البابا أنه ينوي صنع الميرون المقدس مرة كل ثلاث سنوات، حيث سيتم إعداد 600 كيلو من زيت الميرون مع 300 كيلو من زيت الغاليلاون. ويُستَخدَم الميرون في تقديس مياه المعمودية ، ورشم المُعمَّدين الجُدد وفي تدشين الكنائس والمذابح واللوح المقدس وجرن المعمودية وأواني المذبح والأيقونات، كما كان يُستَخدَم قديمًا في تكريس الملوك , وبسبب اتساع الخدمة وتدقيق الآباء في استخدام الميرون لزم الإسراع بإعداد كمية كبيرة منه.
بحث نقولا أبو فيصل