السفير الإيراني: نجدّد وقوفنا إلى جانب لبنان
أحيا السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني وأركان السفارة، الذكرى الخامسة والأربعون لإنتصار الثورة الإسلامية في ايران – العيد الوطني، باحتفال أقيم بهذه المناسبة المباركة في مقر السفارة الإيرانية في بئر حسن.
حضر الاحتفال رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلاً بالنائب علي حسن خليل، الوزراء في حكومة تصريف الأعمال: الصناعة جورج بوشكيان، الزراعة عباس الحاج حسن، العمل مصطفى بيرم، الأشغال العامة والنقل علي حمية، الصحة فراس الأبيض ممثلاً بمدير عام وزارة الصحة فادي سنان، الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب ممثلاً بمدير مكتبه وليد حيدر، النواب: أيوب حميد، محمد رعد، أمين شري، ابراهيم الموسوي، حسين الحاج حسن، فادي علامة، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ممثلاً بمنصور فاضل، نواب ووزراء سابقون، سفراء وهيئات دبلوماسية.
البطريرك الماروني بشارة الراعي ممثلاً بالأب عبدو أبو كسم، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان ممثلاً بالأب سركيس ابراهيميان، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى ممثلاً بالشيخ عامر زين الدين، شيخ عقل نصرالدين الغريب ممثلاً بالشيخ نزيه أبو ابراهيم، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور ممثلاً بجلال الأسعد، قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلاً بالعميد الركن حسين غدار، مدير عام الأمن العام بالإنابة إلياس البيسري ممثلاً بالعميد فوزي شمعون، رئيس جهاز أمن الدولة طوني صليبا ممثلاً بالعميد أنور حمية، أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير ممثلاً بالزميل نبيل ماجد، العميد ماهر رعد والعميد محمد مرتضى، مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا، مدير مركز الدراسات في وزارة الإعلام الدكتور خضر ماجد، رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران، مدير عام الأمن العام السابق اللواء عباس ابراهيم، نقيب محرري الصحافة جوزيف قصيفي، وفد حركة أمل برئاسة الدكتور خليل حمدان وعضوية الدكتور الشيخ حسن المصري وحسن ملك والدكتور طلال حاطوم ومحمد عباني ورحمة الحاج وسعاد نصرالله الأسمر، الشيخ حسن عبدالله، مسؤول مكتب حركة أمل في طهران صلاح فحص، وشخصيات دبلوماسية وسياسية وعلمائية وتربوية وثقافية وبلدية وإعلامية.
بداية النشيدان الوطني اللبناني والإيراني، ثم ألقى أماني كلمة قال فيها: “أجد من واجبی بدایة أن أحیی لأرواح جمیع الشهداء الأبرار، الإیرانیین واللبنانیین والفلسطینیین وکل المقاومین المجاهدین، من قادة وغیرهم، والمدنیین الأبریاء”.
وأضاف: “في مِثلِ هذِهِ الأيام، مُنذُ خَمسَةٍ وأربَعينَ عَامًا، اِنتَصَرتِ الثورةُ الجبّارةُ التي فَجَّرَهَا الشَّعبُ الإيرانيُّ العَظیم بِقِيادةِ الإمام روحالله الموسويّ الخُمَينيّ، لِتُنهيَ إلى الأبدِ حُكمَ النّظامِ الإمبِراطوريِّ المُستَبدِّ، وتُحِلَّ مَكانَهُ نِظامٌ إلهيٌّ – شَعبِيّ، وهو نِظامُ الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانية. شَكّلَت هذهِ الثورةُ المباركةُ كما وَضَعهَا الإمامُ الخمينيّ نوراً مُتَفَجِّراً دَغدَغَ عُقوُلَ أبناءِ الشّعبِ الإيرانيّ وآمالَهم وتَطَلُّعاتِهِم. لِذا هَبَّ الشَّعبُ هِبَّةَ رَجُلٍ واحدٍ بِقِيادةِ مَرجعيّتِه الدّينيةِ لِيُواجِهَ الماکِنةَ العَسكَريـّةَ لِلشّاهِ وجَيشِه الّذي كان يُعَـدُّ أحدَ أقوى جُيوُش المِنطقة وَاندَفَعَ دُونَ خَوفٍ أو وَجَلٍ، نَحوَ تَحقِيقِ أهدَافِهِ وتَـطَـلُّعاتِهِ فِي الإستقلالِ والحُرِّيةِ والجمهوريةِ الإسلاميةِ”.
وتابع أماني: “لَم تَكُن هذِهِ الثّورةُ وإنجازاتُـها حَكَراً عَلى الشَّعبِ الإيرانيِّ، بَل مِلكـَـاً وأرثناً مُشترَکاً لجميعِ الأحرارِ والمُستضعفينَ والمَحرومينَ وطالِبيِ العَدالةِ والحُريّةِ في العالم. ولَقَد شاهَدنَا الأَصداءَ المعنويّةَ لإنتِصارِها تَتَرَدَّدُ في كثيرٍ مِن المُجتَمَعاتِ البشريّةِ والسّاحاتِ الإسلاميِة، حَيثُ استُبدِلَت حالةُ اليأسِ والإنهِزاميةِ بِروحيةِ المُقاوَمَةِ فَلَم تَكُنِ الإنتِصاراتُ المُتَتاليةُ والآمالُ المُتَواعِدةُ عِندَ الأجیالِ القادِمَةِ وشَبابِ الأمّةِ إلـّا ثِماراً طيّبةً لهذه الرّوحِ الجَديدةِ في المَنطقة. إذَن نَجتَمِعُ الیومَ لِتَخلیدِ ٍثورَةِ أمّةٍ مُسلمةٍ وإدارةِ قیادةٍ حکیمةٍ بشجاعةٍ وبصیرةٍ، لَم یخافوا إلّا الله (عزّ وجلّ)، ولَم یَتَوَکّلوا إلّا علیه؛ کما هُوَ حالُ المُقاوَمَةِ الباسِلة في الجنوبِ اللبنانيّ ومُفَجِّريِ الطُّوفانِ العظيمِ، «طُوفانُ الأقصی» في فِلِسطينَ الیوم”.
وقال: “لاشكّ أَنّ أعدائَنَا الحاقِدين الّذين تُؤَرِّقُهُم أنوارُ هذهِ الثورة، ومُنجَزاتُهَا الوَطنِیّةُ فيشَتَّى النَّواحِي لاسِيَّمَا العِلميّةِ والفکریّةِ والثّقافيّةِ والتّكنولوجيّةِ وحتى العَسكريّةِ والنّوَوِیّةِ السِّلمیّةِ، يُواصِلوُن تَكثِيفَ مُحاوَلاتِهِم مِن أجلِ النَّيلِ مِنها وحَجبِ أنوارها السّاطِعة. وَمِن هُنا فإنّ مَنطَقتِنَا الاستراتیجيّةَ في غربِ أسیا تَقِفُ عَلَى أعتابِ تَطوُّراتٍ مَفصَليّةٍ ومصیریّة مِن أبرزِ سِماتِها تَقَهقُرِ الاستكبارِ وأعوانِه وتَراجُعِ سَطوَتِهِم وکسرِ هَیمَنَتِهِم. وإنَّ تَجَاوُزَ هذِهِ المَرحلةِ الحسّاسةِ والدّقیقةِ، والتَّغَـلُّبَ على المُخَطَّطاتِ المُعادِيَةِ والفِتَنِ التَّقسیمیّةِ يَتَطَلَّبُ وَعيَ الجَمیعِ ووُقوُفَ كُلِّ الشّعوُبِ في مُواجَهَةِ التّحدّياتِ الرّاهنةِ بالإتّكالِ عَلَىاللهِ وقیامِنا بإقامة العَدالةِ والقسطِ عَبرَ بذلِ الجُهودِ المُخلِصةِ والتّحَلّي بالصبرِ والمُثابرةِ والصُّمودِ والحِرصِ عَلى وحدةِ الصَّفِّ والكلِمةِ”.
وأردف: “إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال قِيادتِهَا الحكيمة المُتَمثّلة بسماحةِ السّيد القائد آيتُاللهِ العُظمى الخامنئي (دامَ ظلُّهُ الوَارِف)، سَتُواصِلُ دَورَها الإيجابيَّ والبَنـَّاءَ لإستِتبابِ الأمنِ والاستقرارِ في المنطقةِ وإيجادِ منظومةٍ مِن التعاونِ الإقليميِ في إطارِ المصالحِ المشتركةِ لبلدانِ المنطقة. وتُعطِي الأولویةَ في سیاستِهَا الخارجیّةِ لِبُلدانِ الجوارِ، والّتي نَعتَبِرُ جُمهوریّةَ لبنانَ الشقیقةَ مِن ضمنِ دائرةِ الأصدقاءِ الجارّةِ في دوائرِ العلاقاتِ الخارجیةِ بِکُلِّ صِلاتِها الوُدِّیـَّةِ وسِماتِها النِّدِّیةِ والأیدِي المَمدُودةِ للتّعاونِ المُخلِصِ والتّعامُلِ البَنّاءِ لِرسمِ مُستَقبَلٍ مُشرِقٍ عارٍ عن وُجودِ العدوِّ المحتلِّ وداعِمیه، ذَوِی الأطماعِ في هذهِ المنطقةِ، مِن أجلِ الوصولِ إلی الرُّقِيِّ والرَّخاءِ والتنمیةِ والإخاءِ وتحقيقِ الأهدافِ الّتي نَصبُو إليها جميعاً. وبِالرّغمِ مِن كلِّ الضغوطِ التي تَتَعرَّضُ لها والحِصارِ المفرُوضِ عليها مُنذُ عُقودٍ، فإنّ الجمهوريةَ الإسلاميةَ الإيرانيةَ مازالت وستبقى وَفِيَّةً لِمَبادِئِهَا الحَقّة، لا يُمكنُ أن تَستَسلمَ لِمَنطقِ التّهديداتِ تحت أيِّ ظَرفٍ مِن الظّروُفِ، وسَتَظَلُّ داعِمَةً للشّعوبِ المُستَضعَفةِ وقضاياهَا العادِلة”.
وأكد أن شعوب المنطقة وبلدانها “تدفع اليوم ثمناً باهظاً نتيجة السياساتِ الرَّعناءِ للقوی الأجنبیة مِن خارجِ منطقتِنا ودعمِهَا الظّالمِ للكيانِ الصّهيونيِّ الغاشمِ في حرب الإبادة ضدّ الشعبِ الفلسطیني العزیز عموماً وأهلِ غزّة خاصّة. إنّنا على يقينٍ مِن أنّ هذهِ المَلاحِم التي تَسَطَّرَهَا المقاومةُ الفلسطينيّةَ سَتُؤَدّي في نهايةِ المطاف، رَغمَ كلِّ المُعاناة، إلى دَحرِ الاحتلالِ الإسرائيليّ وإحرازِ النّصرِ النّهائيّ، فهذا هُوَ وَعدُ اللهِ الذي قال عزّ وَجلّ: إن تَنصُروا اللهَ يَنصُرُكُم ويُـثَبِّـتُ أقدامَكم”.
وختم بأن “لبنان الشّقيق الّذي تَربِطُنا بهِ علاقاتٌ تاريخية ووَشائِجُ الأخُوّةِ والصّداقةِ والمَحبّةِ والتّعاوُن والمصالحُ المُشترکة، فإننا واثِقونَ مِن أنّهُ لَقادِرٌ مِن خلالِ شَعبِه الواعي وجَيشِهِ الباسِل وأبناءِ مُقاومتِهِ البَطَلةِ على التّقدّمِ والنّجاحِ والمُحافظةِ على انتصاراتِهِ التّاريخيّةِ وصَدِّ اعتداءاتِ الكيانِ الصّهيونيِّ الهَمَجِيَّةِ، بَعَونِ الله ورِعايَتِه. وكَما كُنّا علَى الدَّوام فإنّنا نُجَدِّدُ وُقوُفَنا إلى جانبِه واستعدادَنا الثـّابتِ لِتَطويرِ العلاقاتِ الثُّنائيةِ وتَعزيزِ الرَّوابِطِ وأَواصِرِ الصَّداقَةِ في كافةِ المَجالات، بالشُكلِ الّذي يَخدِمُ المَصلحةَ المُشترَكةَ لِلبلدينِ الشّقيقَين”.