كتب نقولا أبو فيصل “بين المال الفاحش وقلة حياء أصحابه” !
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
مما لا شك فيه أن الهيبة والوقار يزولان بزوال المال،كما أن هيبة القوة الجسدية تزول في حالة المرض، وتظل هيبة الأخلاق الحميدة ثابتةََ وراسخةََ على الدوام بمقوماتها مثل الأمانة والصدق والتواضع والحياء.
وفي زمن صار فيه الوفاء وأصحابه من الطراز القديم ، بات للاسف الكذب موضة والخيانة ذكاء والحياء غباء . وللاسف عند تعاظم طمع الانسان في طلب المزيد من الاموال والسلطة والشهرة، فانه تسقط من عينه قيمة العدالة والنزاهة وربما الكرامة! وعندها يتملكه التكبر والغرور ، وتصبح عنده قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة” بمثابة بوصلة توجه سلوكه ومواقفه وتعمى عينيه عن الصالح العام ورؤية مصلحته قبل كل شي!
في المقابل، يتم أحياناً النظر إلى أصحاب المال الفاحش على أنهم من كوكب آخر وطباعهم مختلفة ، كما يتم الصاق العديد من الصفات السيئة بهم على سبيل المثال : مغرورون ، متعالون وتافهون ، فقط كونهم أثرياء ، ولأن إمكانياتهم تخولهم الحصول على ما يريدون بسهولة .
ولست أدري إن كانت هذه التهم هي بسبب الحسد او ما يسمى بالحقد الطبقي ، لكن الثابت أن المال الفاحش يصير نقمة على اصحابه ما لم يحسنوا إستعمال جزء منه لاعمال الرحمة الالهية وزرع الخير حولهم. كما أن كلمة فحش تعني في قاموس المعاني القبح والسوء وشدتهما وكثرتهما ويمكن أن تدل أيضاً على الزنا أو الفحشاء ، ورغم أن اقتناء الأموال الطائلة هو أمر جميل بنظر البشر لكن ربط شيء جميل يتمناه كثيرون مع وصف في أقصى درجات القبح يجعل الامور معقدة بعض الشيء .
نقولا ابو فيصل كاتب وباحث ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع
