كتب نقولا أبو فيصل “بين الصدق في أقوالنا والكذب في أفعالنا فجورٌ بإمتياز”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
الصدق هو قول الحقيقة، وهو فضيلة من الفضائل ومن مكارم الأخلاق ، وهو عكس الكذب ، ويوصف الشخص الذي يتحدث بالحقيقة أنه صادق ، ويترافق الصدق مع الخصال الحميدة مثل الأمانة والاستقامة والوفاء والإخلاص وهو سمة حسنة لها مكانة عظيمة عند معظم المجتمعات. والصِّدقُ في أقواله قوة له والكذبُ في أفعاله ضعف له ، والانسان ليس يصدق في قول حتى يؤيده بأفعاله ، فالصدق أمانة والكذب خيانة ، وهو مثل كُرة الثلج تكبر كلما دحرجتها ، ومصيبة الكاذب ليست في أن أحداً لا يصدقه بل في انه لا يصدّق احداً. والكذب ليس دائما عكس الحقيقة هو تحريف لها ويبدو أنه صحيحٌ ولكنه ليس صحيحاً (أمثال 14 12) ماذا يقول الكتاب المقدس عن الكذب وهل الكذب خطيئة؟
يوضح الكتاب المقدس أن الكذب خطيئة لا ترضي الله ، وقد تضمنت الخطيئة الأولى في هذا العالم كذبة بين آدم وحواء ، وتتضمن الوصايا العشر المعطاة لموسى هذه الوصية: “لَا تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ” (خروج 20: 16).وحين كذب حنانيا بشأن التبرع لكي يبدو أكثر كرماً مما كان عليه بالفعل ، قام بطرس بتوبيخه قائلاً: “يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلَأَ الشيطان قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى ٱلرُّوحِ القدس (أعمال 5: 3).وفي هذا السياق تقول رسالة كولوسي 3: 9 “لَا تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ”. الكذب مذكور في رسالة تيموثاوس الأولى 1: 9-11 كشيء يمارسه الخارجون عن القانون. علاوة على ذلك، سيكون الكذابون من بين أولئك الذين سيُحكم عليهم في النهاية (رؤيا 21) في المقابل، لا يكذب الله أبدًا (تيطس 1: 2). هو مصدر الحقيقة. من المستحيل أن يكذب الله (عدد 23: 19).ويقول الرب يسوع عن نفسه “أنا الطريق والحق والحياة (يوحنا 14: 6)، ويتوقع ممن يتبعونه أن يكونوا محبين للحق.
ولأن الحياة تحتاج إلى تجاهل في أحيان كثيرة ، تبدأ بتجاهل أحداث وأشخاص وأفعال وأقوال والتعود على التجاهل الذكي ، فليس كل أمرٍ يستحق التوقف عنده ! وإذا أسديت خدمة الى إنسان فحذار ان تذكرها وإذا أسدى إنسان خدمة اليك فحذار أن تنساها ! وبحسب الشريعة الاسلامية فأن الصدق يهدى إلى البر الذي يهدي الى الجنة ، والكذب يهدي إلى الفجور الذي يهدي إلى النار ،والصدق هو من انبل الأخلاق وأعلاها قدراً، وقد حث الله الناس على الصدق في القرآن الكريم بقوله “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (سورة التوبة ). وهكذا يريدنا الله أن نكون صادقين محبين للصدق. فالصدق يوصل إلى الخير ويطلق على صدق اللسان والنية ، والصدق فى العزم وفي الأعمال فمن اتصف بذلك كان صديقاً أو ببعضها كان صادقاً ، أما الكذب وقول الباطل والاخبار على غير ما هو في الواقع فقد نفرت منه جميع الاديان والشرائع ورذلت اصحابه.
نقولا ابو فيصل كاتب وباحث ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع
@highlight