كتب نقولا أبو فيصل “بين الايمان الاعمى والايمان المبصر وإيمان المصلحة’!

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6

الإيمان الأعمى هو الإيمان بدون تفكير أو تحليل، بينما الإيمان المبصر يتضمن فهمًا عميقًا وتأملًا في الديانة والمعتقدات. في الإيمان المبصر، يتم دعم الإيمان بالتجارب الشخصية والمعرفة العميقة. يقول مخائيل نعيمة” يدهشني من رجل مثلك أن أسمعه يضع الإيمان في مرتبة أعلى من مرتبة العقل بكثير . وعهدي بالإيمان أنه ملجأ الضعيف المغلوب على أمره . فحيثما تلكَّأ عقله في حلّ مشكلة من مشكلاته ارتدّ إلى الإيمان في الحال وخدّر خيبته بقوله : “تلك هي مشيئة الله” وإذا كان الخوف والإيمان لا يجتمعان فالإيمان الأعمى هو نتيجة الخوف في نفس المؤمن ، الخوف من قدرة بطَّاشة يجهلها فيؤمن بها ، وينسحق أمامها ، ويسترضيها بمختلف القرابين والتضرعات ليأمن جانبها عساها تعطيه اشياء وتردّ عنه أشياء . وأذا كان ما تم استعراضه هو إيمان المصلحة ولكنه خير من اللاإيمان .

أمّا الإيمان المبصر فهو وليد التأمل العميق في بحر الحياة الَّلامتناهي ، الكائن من الأزل ، والباقي إلى الأبد! ومن شأن ذلك التأمّل أن يفتح قلب الإنسان للحياة فتملأه محبة ، وأن يفتح فكره لمعجزاتها دهشة . ومن شأن تلك الدهشة أن تحمل الإنسان حملاً على الإقرار بعجز فكره عن تفهّم معجزات الحياة وعن فكّ طلاسمها ، ومن المحبّة والدهشة يولد الإيمان المبصر ، وإذا كان الايمان بنظر معظم الفلاسفة والمفكرين يبدأ عندما يصل عقل الانسان إلى حدوده القصوى ويفشل في تفسير المعتقدات والظواهر بمنطقه العقلي ، ففي هذه الحالة، يلجأ الفرد إلى الإيمان كوسيلة لتفسير ما هو خارج نطاق الفهم العقلي البشري. لذلك، يعتبر هؤلاء الفلاسفة أن الإيمان ينشأ كرد فعل لعجز العقل عن تفسير كل شيء بمنطقه الخاص. وهذه وجهة النظر ليست الوحيدة، وهناك وجهات نظر أخرى ترى الإيمان تجربة شخصية أو نتيجة لعوامل متعددة ولم تستهوني بعدما عرفت عظمة المسيح وألوهيته ومحبته وتسامحه .
نقولا أبو فيصل