كتب نقولا أبو فيصل “بين الشهادة والخبرة والمهم والأهم”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
مما لا شك فيه أن الخبرة والشهادة تلعبان دورًا مهمًا في الحياة المهنية، ولكن أهميتهما قد تختلف بناءً على السياق والوظيفة المطلوبة ، فالحصول على شهادة أكاديمية قد يكون ضرورياً للعديد من الوظائف خصوصاً في المهن التخصصية مثل الطب والهندسة والقانون . وفيما تُظهر الشهادات الأكاديمية مستوىً من الالتزام والانضباط لدى صاحبها ، فأنها تقدم قاعدة من المعرفة للعديد من المهارات التي يمكن تطويرها لاحقًا في المجال العملي ، ومن المؤكد أن الخبرة تُمكن الشخص من تطبيق ما تعلمه في العمل، وهو ما يمكن أن يكون قيمة اكبر من المعرفة النظرية .
الى ذلك فإن تطوير المهارات العملية من خلال الخبرة يجعل الانسان يكتسب مهارات عملية وقدرات على حل المشاكل والتكيّف مع المواقف المختلفة . ومن المؤكد أن الخبرة في الحياة تأتي نتيجة بناء شبكة علاقات مهنية قوية مما بجعلها مفيدة في التطور المهني. على أن المفاضلة بين الشهادة والخبرة تعتمد على التوازن بينهما في العديد من الوظائف، وقد تكون الشهادة ضرورية للدخول إلى سوق العمل ، لكن الخبرة هي التي تضمن النجاح والاستمرارية. وإذا كانت الشهادة مهمة وضرورية كما ذكرت بعض المجالات فأن الخبرة هي المفتاح وهي سر النجاح في مجالات أخرى .
ومع التطور السريع في سوق العمل في لبنان ، فإن القدرة على التعلم المستمر وتطوير المهارات تعد عاملًا حاسمًا، سواء كان ذلك من خلال الدراسة الأكاديمية أو من خلال الخبرة العملية.ويبقى المهم هو معرفة المتطلبات الخاصة لكل وظيفة والبحث عن تحقيق توازن بين الشهادة والخبرة لتحقيق النجاح المهني. مثلاً في الثمانينات كان التوظيف يعتمد على الشهادة ، ومنذ العام الفين بدأ التوظيف يعتمد على الشهادة والخبرة ، أما في ايامنا ومع التطور الهائل في عالم التكنولوجيا فان التوظيف بدأ يعتمد على القدرة على ولوج عالم الذكاء الاصطناعي وتقديم ابتكارات مهما كان عمر الشخص الذي يستعمل التكنولوجيا ومهما كانت شهادته ، وبات هدف الشركات استقطاب الاذكياء في الوظائف دون النظر لشهاداتهم وخبرتهم .
نقولا أبو فيصل